للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بغلبة الظنِّ لا الوهم، أفطر وقضى، وليست امتحانات الطلاب عذرًا يبيح الفطر في رمضان (١).

الوقفة الثامنة: وهذا أوان الخلاص من كثير من الذنوب والخطايا والعوائد السيئة والبلايا .. فأيام رمضان بالصيام «والصوم جُنّة»، ولياليه بالقيام {إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ} (٢)، مع ما فيه من قبول الدعاء .. كل ذلك فرصةٌ للمبتلى ليعود إلى ربِّه تائبًا خاشعًا نادمًا. إليك - أيها المتهاون بالصلاة - وإليك، أيها المفتون بالدخان أو المخدرات أو المسكرات، أو بألحان الغناء .. وإليك أيها المفتونُ بالنظر إلى النساء، أو أكل الربا، أو الغش في البيع والشراء .. إليكم وإلى غيركم ممن فُتن وتعلق قلبه بمعصية .. إليكم جميعًا يوجه النداء .. والباب للتوبة يُفتح على مصراعيه في شهر الرحمة والمغفرة والعتق من النار، وأنت لا تدري أتدرك رمضان القادم .. أم تكونُ في عداد الموتى؟ فبادر بالتوبة قبل ساعة الندم والحسرة.

الوقفة التاسعة: وهذا - كذلك - أوان الخلاص من شح النفس، وبُخلها، وشهر رمضان شهرُ النفقة والإحسان، والله تعالى يدعوكم في كل حين للنفقة ويقول: {هَأَنْتُمْ هَؤُلَاءِ تُدْعَوْنَ لِتُنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَمِنْكُمْ مَنْ يَبْخَلُ وَمَنْ يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَنْ نَفْسِهِ وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ} (٣).

أيها المنفق والمتصدق: احمد الله أن جعل لك يدًا تعطي لا تأخذ، واليدُ العليا


(١) المنجد: مختصر سبعين مسألة في الصيام ٢٧.
(٢) سورة العنكبوت، الآية: ٤٥.
(٣) سورة محمد، الآية: ٣٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>