للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أما الكسالى والمفرطون .. والذين يقدمون عمى الطاعة حينًا ويتهاونون فيها حينًا آخر فهؤلاء على خطر .. وهل يضمنون أنفسهم أن تخترمهم المنية في حال تفريطهم فيحتم لهم بسوء الخاتمة ولا حول ولا قوة إلا بالله. فاحرص أخي المسلم على استدامة الطاعة، لأنك لا تدري متى الرحيل، واعلم أن من هدي النبي صلى الله عليه وسلم المداومة على عمل الصالحات وإن كانت قليلة، وقال في ذلك «أحب الأعمال إلي الله أدومها وإن قل» (١) وبهذا نصح الأمة وأرشد الرعية، وفي الحديث الصحيح عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان للنبي صلى الله عليه وسلم حصير، وكان يحجره بالليل فيصلي فيه، ويبسطه بالنهار فيجلس عليه، فجعل الناس يثوبون إلى النبي صلى الله عليه وسلم يصلون بصلاته حتى كثروا، فأقبل فقالت فقال «يا أيها الناس خذوا من الأعمال ما تطيقون فإن الله لا يمل حتى تملو، وأن أحب الأعمال إلى الله ما دام وإن قل» (٢).

زاد في رواية و «كان آل محمد إذا عملوا عملاً أثبتوه» (٣).

٣ - العامل الثالث من عوامل الثبات على دين الله .. الدعاء والإلحاح على الله بالثبات، وكما أن الدعاء سبب للهداية أصلاً- فهو عامل للثبات ثانيًا وإذا كانت القلوب هي أوعية الهداية .. أو هي السبب في الغواية- فهي بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف شاء عن نعيم بن همام الغطفاني رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «ما من آدمي إلا وقلبه بين أصبعين من أصابع الرحمن إن شاء أن يزيغه أزاغه، وإن شاء أن يقيمه أقامه، وكل يوم الميزان بيد الله، يرفع أقوامًا، ويضع آخرين إلى يوم القيامة» (٤).


(١) متفق عليه صحيح الجامع ١/ ١٠٧.
(٢) متفق عليه صحيح الجامع ١/ ١٠٧.
(٣) انظر رواياته في جامع الأصول ١/ ٣٠٣ - ٣٠٥.
(٤) الحديث رواه الطبراني ورجاله ثقات، مجمع الزوائد ٧/ ٢١١.

<<  <  ج: ص:  >  >>