للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

على اجتهاده، لكن لا يجوز إتباعُه في ذلك، كما لا يجوز إتباعُ سائر من قال أو عمل قولًا أو عملًا قد عُلم الصواب في خلافه .. إلى أن يقول ابن تيمية: فمن أطاع أحدًا في دينٍ لم يأذن به اللهُ في تحليل أو تحريم أو استحباب أو إيجاب، فقد لحقه من هذا الذمِّ نصيبٌ، كما يلحق الآمر الناهي أيضًا نصيب.

عباد الله: وحين يُحذر العلماءُ من البدع، فلما لها من آثار في تقويض السنن. يقول ابن تيمية معلقًا على حديث: ((ما أحدث قومٌ بدعةً إلا نزعَ الله عنهم من السُّنة مثلها)) يقول: إن الشرائع أغذية القلوب، فمتى اغتذت القلوب بالبدع، لم يبق فيها فضل للسُّنن، فتكون بمنزلة من اغتذى بالطعام الخبيث (١).

ومن رام المزيد فليرجع إلى ((اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم)).

أيها المسلمون: ومن مسائل شعبان: روى أبو داود والترمذي بإسناد صحيح عن أبي هريرة أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((إذا انتصفَ شعبانُ، فلا تصوموا)).

وفي رواية الترمذي: ((إذا بقي نصفٌ من شعبان، فلا تصوموا)) (٢).

وفي رواية عند أحمد: ((إذا انتصف شعبان فلا تصوموا حتى يكون رمضان)) (٣).

قال بعض العلماء: وهذا محمول على من يُضْعِفُهُ الصوم، لأجل أن يتقوى على صيام رمضان، أما من لا يضعفه أو له عادة الصيام، ولا ينوي بذلك الاحتياط لرمضان، فلا حرج عليه في الصيام، قال عليه الصلاة والسلام: ((لا يتقدَّمنَّ أحدُكم


(١) الاقتضاء ٢/ ٦٠١.
(٢) جامع الأصول: ٦/ ٣٥٤، وصحّحه المحقق.
(٣) صحيح الجامع الصغير ١/ ١٦٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>