للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

آياته في الآفاق وفي أنفسنا، وبما شهد به في كتابه أن المعاصي سبب المصائب، وأن الطاعة سبب النعمة (١).

ويقول رباني آخر -ابن القيم -: ومن عقوبات الذنوب أنها تُزيل النِّعَم، وتُحِلُّ النقم. ومن تأمل ما قصّ اللهُ في كتابه من أحوالِ الأمم الذين أزال نعمه عنهم وجد أن سبب ذلك جميعه إنما هو مخالفة أمرِه وعصيانُ رسله، وكذلك من نظر في أحوال أهل عصره، وما أزال عنهم من نعم وجد ذلك من سوء عواقب الذنوب (٢).

إخوة الإيمان: والمخيفُ في الأمر أن العقوبة إذا حلَّت شملت الجميع إلا من رحم ربُّك. وفي التنزيل: {وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} (٣).

وفي ((صحيح البخاري)) (بابٌ إذا أنزل الله بقوم عذابًا) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا أنزل اللهُ بقومٍ عذابًا أصاب العذابُ من كان فيهم، ثم بعثوا على أعمالِهم)).

قال الحافظ ابن حجر معلقًا على الحديث: وفي الحديث تحذيرٌ وتخويف عظيم لمن سكت عن النهي، فكيف بمن داهن؟ ! فكيف بمن رضي؟ ! فكيف بمن عاون؟ نسأل الله السلامة (٤).

وفي الحديث الآخر: أنهلكُ وفينا الصالحون؟ قال: ((نعم، إذا كَثُرَ الخَبَثُ)). فإذا قيل هذا للصحابة الكرام، فما الظنُّ بغيرهم؟

إخوة الإسلام: وإذا كان السكوتُ على المنكرات سببًا للهلاك، فلا شك أن


(١) ابن تيمية ((الفتاوى)) ٢٨/ ١٣٨.
(٢) ابن القيم: الجواب الكافي.
(٣) سورة الأنفال، الآية: ٢٥.
(٤) الفتح ١٣/ ٦٠، ٦١.

<<  <  ج: ص:  >  >>