للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الحاكمُ وصححه، وابنُ حبان في ((صحيحه)).

ولا يتوقفون في الدعاء عند حلول المصائب، بل شأنهم الدعاء في الشدائد والرخاء، وفي الحديث: ((من سَرَّه أن يُستجابَ له عند الكربِ والشدائدِ، فليكثر الدعاءَ في الرخاءِ)) رواه الحاكم وصححه ووافقه الذهبي.

ويفئ المسلمون -في حال الكروب والشدائد- إلى الاستغفار والتوبة مؤمنون بقوله: {وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ} (١).

وقوله: {لَوْلَا تَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} (٢).

إخوة الإيمان: أحدثوا لله توبة كلما أحدثتم وارتكبتم معصية، وعظموا أمر الله، واستشعروا شدة عقابه، واعلموا أنه ليس القصدُ من النجاة حين الكروب نجاة الأبدان فحسب .. أو طلب النجاة في الدنيا فقط .. بل أهمُّ من ذلك صلاحُ القلوب .. والنجاة من عذاب الله يوم الفزع الأكبر.

إن الاهتمام بنجاة الأبدان فحسب وطلب البقاء في الحياة بأي شكل من الا شكال -سمةُ قوم قال الله عنهم: {وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ وَمَا هُوَ بِمُزَحْزِحِهِ مِنَ الْعَذَابِ أَنْ يُعَمَّرَ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ} (٣).

أيها المؤمنون: وعلى مدى التاريخ كانت تحصل كوارث أو زلازل، ولكن المؤمنين كانوا يقفون منها موقف الاعتبار والاتعاظ، ويُذكِّر بعضُهم بعضًا .. أخرج ابنُ أبي شيبة في ((مصنفه)) بإسناد صحيح، والبيهقي في ((سننه)) عن صفية بنت


(١) سورة الأنفال، الآية: ٣٣.
(٢) سورة النمل، الآية: ٤٦.
(٣) سورة البقرة، الآية: ٩٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>