للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من ينتهي بهم النقدُ إلى انتهاك الأعراض، وأكل لحوم الناس دون أيِّ مساهمة في التغيير.

أيها المسلمون عامة! أيها الآمرون خاصة: وحذار أن يقعد بكم لومُ الناس وتثبيطُ المرجفين منهم عن القيام بواجب الأمر والنهي - إذا اجتهدتم وسعكم وأخلصتم في أعمالِكم - فذلك أمرٌ سيواجهكم، كما واجه من قبلكم، إذ لا تنفك الحسبة عن ذلك، ولا يسلم الدعاةُ من الأذى.

يقول القرطبي رحمه الله: أجمع المسلمون، فيما ذكر ابنُ عبد البر رحمه الله؛ أن المنكر واجب تغييرُه على كل من قدر عليه، وأنه إذا لم يلحقه بتغييره إلا اللومُ الذي لا يتعدى إلى الأذى، فإن ذلك لا ينبغي أن يمنعه من تغييره (١).

ويقول الغزالي: لو تُركتِ الحسبة بلوم لائم أو باغتياب فاسق أو شتمه أو تعنيفه أو سقوط المنزلةِ عن قلب أمثاله، لم يكن للحسبة وجوبٌ أصلًا، إذ لا تنفك الحسبةُ عنه (٢).

هذه معاشر المسلمين بعضُ وقفات وآداب وصفات وشيء من فقه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: وثمة أساليبُ، وشبهات، وعقوبات على ترك الأمر والنهي أرجئ الحديث عنها للخطبة القادمة بإذن الله. أسأل الله أن ينفعنا بما نعلم ونسمع، وأن يهيّئ لنا من أمرنا رشدًا، وأن يعز دينه وينصر أولياءه، ويذل أعداءه.


(١) الجامع لأحكام القرآن: ٤/ ٤٨.
(٢) إحياء علوم الدين: ٧/ ٣٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>