للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تنفصم، متطلعة إلى أعلى وهي مستقرة على الأرض، وإذا العمل عبادة متى توجه الإنسان به إلى الله، ولو كان هذا العمل متاعًا واستمتاعًا بالحياة (١).

أيها المسلمون .. وفي القرآن الشفاء والرحمة {وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين} (٢).

وكذلك يعلم الذين أوتوا العلم هذا الأمر العظيم للقرآن {ويرى الذين أوتوا العلم الذي أنزل إليك هن ربك هو الحق ويهدي إلى صراط العزيز الحميد} (٣).

{وقال الذين كفروا لا تسمعوا لهذا القرآن وألغوا فيه لعلكم تغلبون} (٤).

وأثر القرآن وتأثيره على النفوس واضح مشهود، مهما بلغت القلوب من قسوتها ومهما كانت حال المرء من الشقاوة والضلال- وهل بعد الكفر من ذنب، ومع ذلك فقد روى البخاري في صحيحه قصة أثر القرآن في قلب كافر من أكابر قريش أنه جبير بن مطعم بن عدي الذي قدم المدينة في وفد أساري بدر، فسمع النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في المغرب بسورة الطور يقول: فلما بلغ هذه الآية {أم خلقوا من غير شيء أم هم الخالقون أم خلقوا السموات والأرض بل لا يوقنون أم عندهم خزائن ربك أم هم المسيطرون} كاد قلبه أن يطير (٥).

ومثل ذلك أو قريب منه يقال في قصة عودة الفضل إلى الله وهو اللص الذي كان يخوف المارين ويروع الآمنين وينهب المسافرين، فلما أراد الله له الهداية،


(١) في ظلال القرآن ٤/ ٢٢١٥.
(٢) سورة الإسراء، الآية: ٨٢.
(٣) سورة سبأ، الآية: ٦.
(٤) سورة فصلت، الآية: ٢٦.
(٥) الفتح ٨/ ٦٠٣ وكان ذلك أول ما دخل الإيمان في قلبه (الإصابة ٢/ ٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>