للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

زَكَرِيَّا} (١)، {وَوَهَبْنَا لَهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنَّا وَذِكْرَى لِأُولِي الْأَلْبَابِ} (٢).

وأن إنزال الغيث رحمةٌ من الله: {وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِنْ بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنْشُرُ رَحْمَتَهُ} (٣)، {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ يُرْسِلَ الرِّيَاحَ مُبَشِّرَاتٍ وَلِيُذِيقَكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ} (٤).

تُرى أيُّ حدٍّ لرحمةِ الله، وتقديرُها أزليٌّ في كتاب عنده فوق العرش! كما قال عليه الصلاة والسلام: «لما خلق اللهُ الخلقَ كتب في كتابه، فهو عنده فوقَ العرشِ: إنَّ رحمتي تغلبُ غضبي» رواه البخاري ومسلم (٥).

وأثرها يمتد من الدنيا إلى الآخرة، وهو في الآخرة أعظم، والحاجة إليها أكبر فقد صحّ عنه صلى الله عليه وسلم: «إن للهِ مئةَ رحمةٍ، أنزل منها رحمةً واحدةً بين الجنِّ والإنس والبهائم والهوام، فيها يتعاطفون، وفيها يتراحمون، وبها تعطف الوحشُ على ولدِها، وأخَّرَ اللهُ تسعًا وتسعين رحمةً يرحمُ بها عبادَه يوم القيامة» (٦). رواه مسلم.

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ (٥٧) قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ} (٧).

نفعني الله وإيّاكم بِهدْي كتابه.


(١) سورة مريم، الآية: ٢.
(٢) سورة ص، الآية: ٤٣.
(٣) سورة الشورى، الآية: ٢٨.
(٤) سورة الروم، الآية: ٤٦.
(٥) جامع الأصول ٤/ ٥١٨، ٥١٩.
(٦) جامع الأصول: ٤/ ٥٢٠.
(٧) سورة يونس، الآيتان: ٥٧، ٥٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>