للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهذا صفوة الخلق وأكرمهم على الله، والذي غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر يستغفر في اليوم مائة مرة .. كما روى ذلك مسلم في صحيحه (١).

وقبله كان هود عليه الصلاة والسلام يقول لقومه: {ويا قوم استغفروا ربكم ثم توبوا إليه يرسل السماء عليكم مدرارًا ويزدكم قوة إلى قوتكم ولا تتولوا مجرمين} (٢).

وقبلهما قال نوح عليه الصلاة والسلام لقومه {فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارًا يرسل السماء عليكم مدرارًا ويمددكم بأموال وبنين وجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارًا} (٣).

ألا وإن الأنبياء أعرف الخلق بالله وأخشاهم له، مع قلة أخطائهم وكثرة عبادتهم .. وقوة صلتهم بخالقهم .. ولكن من كان به أعرف كان منه أخوف .. وكلما ازداد العبد قربًا من الله زاد منه خوفًا ووجلاً. والخائفون في هذه الحياة هم الآمنون المطمئنون بعد الممات، ومن خاف أدلج، ومن أدلج بلغ المنزل، ألا إن سلعة الله غالية .. إلا أن سلعة الله الجنة.

وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم ... نفعني الله وإياكم بهدي كتابه ..


(١) الأذكار للنووي/ ٣٤٧.
(٢) سورة هود، الآية: ٥٢.
(٣) سورة نوح، الآية: ١٠ - ١٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>