للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومن صيغ الاستغفار التي ينبغي معرفتها والعمل بها «سيد الاستغفار» فافقهوا سيد الاستغفار، وتأملوا ما فيه من الأجر والمغنم وهو أثر من آثار الاستغفار، يقول صلى الله عليه وسلم «سيد الاستغفار أن يقول العبد: اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت، خلقتني وأنا عبدك، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت، أبوء لك بنعمتك علي، وأبوء لك بذنبي فاغفر لي، فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت، من قالها من النهار موقنًا بها فمات من يومه قبل أن يمسي فهو من أهل الجنة، ومن قالها من الليل وهو موقن بها فمات قبل أن يصبح فهو من أهل الجنة» (١).

والاستغفار- معاشر المسلمين- طريق الجنة، ولهذا جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله: «طوبى لمن وجد في صحيفته استغفارًا كثيرًا» (٢).

والاستغفار جلاء للقلوب، وقد قيل «إن للقلوب صدأً كصدأ النحاس، وجلاؤها الاستغفار» (٣) وروى البيهقي بإسناد لا بأس به «من أحب أن تسره صحيفته فليكثر فيها من الاستغفار» (٤).

وعليك أخي المسلم ألا تستعظم ذنوبك مهما بلغت أمام مغفرة الله وعفوه، وما أجمل كلمة قالها أعرابي شوهد متعلقًا بأستار الكعبة ويقول «اللهم إن استغفاري مع إصراري لؤم، وإن تركي الاستغفار مع علمي بسعة عفوك لعجز، فكم تتحبب إلي بالنعم مع غناك عني وأتبغض إليك بالمعاصي مع فقري إليك،


(١) الحديث أخرجه البخاري ومسلم وغيرهما، جامع الأصول ٤/ ٣٨٨.
(٢) رواه ابن ماجه بسند جيد، الأذكار للنووي/ ٣٤٨.
(٣) المتجر الرابح/ ٤٩٦.
(٤) المتجر الرابح/ ٤٩٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>