للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وإسرافي في أمري وما أنت أعلم به مني، اللهم اغفر لي هزلي وجدي وخطئي وعمدي وكل ذلك عندي» (١).

وفوق ذلك كله فقد كان الصالحون يبحثون عن الأوقات المناسبة للاستغفار وهل علمت أخي المسلم أنسب الأوقات للاستغفار؟ تجد ذلك في كتاب الله وأنت تقرأ في صفات المتقين قوله تعالى: {كانوا قليلاً من الليل ما يهجعون وبالأسحار هم يستغفرون} (٢) وتقرأ في صفات المؤمنين قوله تعالى {الذين يقولون ربنا إننا آمنا فاغفر لنا ذنوبنا وقنا عذاب النار الصابرين والصادقين والقانتين والمنفقين والمستغفرين بالأسحار} (٣) قال العلماء: وهذا يدل على فضيلة الاستغفار وقت الأسحار، وقد قيل: إن يعقوب عليه السلام لما قال لبنيه {سوف أستغفر لكم ربي} (٤) أنه أخرهم إلى وقت السحر (٥)، وثبت من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم عن جماعة من الصحابة ما يؤكد أهمية الاستغفار في الأسحار، فقد قال البني صلى الله عليه وسلم «ينزل الله تبارك وتعالى في كل ليلة إلى سماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول: هل من سائل فأعطيه؟ هل من داع فأستجيب له؟ هل من مستغفر فأغفر له؟ فأين السائلون وأين المستغفرون .. أين أصحاب الحاجات؟ والجليل تبارك وتعالى يفتح بابه للسائلين والمستغفرين».


(١) حديث متفق على صحته، شرح السنة ٥/ ١٧٢.
(٢) سورة الذاريات، الآية: ١٧، ١٨.
(٣) سورة آل عمران، الآية: ١٦، ١٧.
(٤) سورة يوسف، الآية: ٩٨.
(٥) تفسير ابن كثير ٢/ ١٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>