للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

للنبي صلى الله عليه وسلم قوله تعالى: {وَقُلْ رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ (٩٧) وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ} (١).

فاستعاذةُ سواهُ باللهِ أولى، واللهُ هو الذي أعطى الشيطانَ القدرة على الإغواء، وهو وحده القادرُ على الحماية والحفظ، فلنرفع إليه أكفَّ الضراعة سائلين، وهو قريبٌ مجيبُ الدعاء.

عباد الله: وثمةَ وسائلُ أخرى وأسلحةٌ واقيةٌ من مكر الشيطان تُذهب أو تُخفف من حدة المعركة معه، كقوةِ العزيمة وتنمية الهمة العالية على فعلِ الخير واجتناب الشر، وعدم الانخداع بأسرِ الشهوةِ الحاضرة، والنظرِ في عواقبها الوخيمة، والتطلع إلى نعيم الآخرة، وعدم الغرورِ بالدنيا، والحرصِ على إصابة السُّنةِ في القول والعمل، والحذرِ من البدعةِ في المعتقد والعمل، إلى غير ذلك من وسائل يمارسها العارفون، ويحتمى بها من الشيطان عبادُ الله المخلصون.

أيها المسلم والمسلمة: وإذا علمت أنك في كل لحظةٍ، بل وفي كل خاطرة في معركة مع الشيطان، فانظر في نتائج المعركةِ معه، ولا يغبْ عن بالك أن المتقين للمعاصي يمسُّهم - أحيانًا - طائفٌ من الشيطان، لكن الفرق بينهم وبين غيرهم أنهم يتذكرون قدرة الله فينتهون ويبصرون، وغيرهم - من إخوان الشيطان - يتمادون في غيهم ولا تقصر الشياطينُ عنهم.

اقرأ قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ (٢٠١) وَإِخْوَانُهُمْ يَمُدُّونَهُمْ فِي الْغَيِّ ثُمَّ لَا يُقْصِرُونَ} (٢).

فكُنْ من المُتَّقين، لا من إخوان الشياطين.


(١) سورة المؤمنون، الآيتان: ٩٧، ٩٨.
(٢) سورة النساء، الآية: ١٣١.

<<  <  ج: ص:  >  >>