للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يَكِيدُونَ كَيْدًا (١٥) وَأَكِيدُ كَيْدًا (١٦) فَمَهِّلِ الْكَافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْدًا} (١).

أيها المسلمون: وشرطُ التمكين لكم والنصر على أعدائكم الإيمانُ وعملُ الصالحات: {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} (٢).

وإذا تحقق الشرطُ فوعدُ الله حقٌّ، وهو لا يخلف الميعاد {وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ} (٣)، {وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ (١٧١) إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنْصُورُونَ (١٧٢) وَإِنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ} (٤).

عبادَ الله: ومنذُ نزل على رسولِ الله صلى الله عليه وسلم قولُه تعالى: {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ (١) وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ الله أَفْوَاجًا (٢) فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا} (٥)، ودينُ الله ينتصر، والمسلمون يسيحون في الأرض ينشرون الإسلام، ويبشرون برضوان الله والجنة، حتى بلغ الإسلامُ مبلغًا لم يبلغه أيُّ دين، ودخل في الإسلامِ ما لم يدخل في غيره من الأديان ... ولم تتوقف حركةُ المدِّ الإسلامي حتى اليوم - وإن كانت بشكل عامٍ تقوى أو تضعف، حسب قوة المسلمين أو ضعفِهم، ولكن سورة النصرِ - بشكل عام - فيها إشارةٌ إلى أنَّ النصر يستمرُّ للدين ويزدادُ عند حصول التسبيح بحمد الله واستغفاره وشكره، كما نقل ذلك أهل التفسير (٦).


(١) سورة الطارق: الآيات: ١٥ - ١٧.
(٢) سورة النور، الآية: ٥٥.
(٣) سورة الروم، الآية: ٤٧.
(٤) سورة الصافات، الآيات: ١٧١ - ١٧٣.
(٥) سورة النصر، الآيات: ١ - ٣.
(٦) السعدي، تفسير كلام المنان: ٧/ ٦٨٢، ٦٨٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>