للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أقوال: النفي، والإثبات، والتفصيل بين من به رائحة يحتاج إلى إزالتها فيجب عليه، ومن هو عنه فيستحب له، والثلاثة لأصحاب أحمد (١).

أما التطيب يوم الجمعة فهو أفضل من التطيب في غيره من أيام الأسبوع، والسواك فيه له مزية على السواك في غيره.

أما التبكير للجمعة فقد سبقت الإشارة إليه، لكني هنا أشير إلى المقارنة بين صلاة الجمعة وصلاة العيد، حيث قال العلماء: لما كان يوم الجمعة في الأسبوع كالعيد في العيد، وكان العيد مشتملاً على صلاة وقربان، وكان يوم الجمعة يوم صلاة، جعل الله التعجيل فيه إلى المسجد بدلاً من القربان وقائمًا مقامه، فيجتمع للرائح فيه إلى المسجد الصلاة والقربان، وهذا من حكم قوله صلى الله عليه وسلم: «من راح في الساعة الأولى فكأنما قرب بدنة» (٢).

وهل علمت أخي المسلم أن قربك من الله يوم القيامة على قدر رواحك للجمعة، وهل تريد أن تعلم شيئًا من حرص السلف على التبكير لصلاة الجمعة؟

ذكر البيهقي في الشعب وابن ماجه في السنن وغيرهما عن علقمة بن قيس قال: رحت مع عبد الله بن مسعود رضي الله عنه إلى جمعة فوجد ثلاثة قد سبقوه، فقال: رابع أربعة، وما رابع أربعة ببعيد، ثم قال: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إن الناس يجلسون يوم القيامة من الله على قدر رواحهم إلى الجمعة الأول ثم الثاني ثم الثالث ثم الرابع» ثم قال: وما رابع أربعة ببعيد» (٣).

ومن الأمور المستحبة في يوم الجمعة قراءة سورة الكهف، فقد ورد عن


(١) المصدر السابق ١/ ٣٧٧.
(٢) الحديث (زاد المعاد ١/ ٣٩٩).
(٣) الحديث حسنه المنذري في الترغيب والترهيب والبوصيري في الزوائد، انظر زاد المعاد ١/ ٤٠٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>