للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

{إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ} (١)، بابُ التوبةِ مفتوحٌ للمُرابين .. ولكنّ الخلودَ في النار جزاءُ العائدين: {فَمَنْ جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَانْتَهَى فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللَّهِ وَمَنْ عَادَ فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ}.

ألا فخلّصوا أنفسَكم من اللعنةِ يا من تُرابون، وقُوا أنفسَكم الخلودَ في النار يا من تجمعونَ ما لا تأكلون، ولا تجنوا على أنفسِكم وعلى أولادكم بأكلِ السُّحتِ وأنتم تعلمون، ولا تُبارزوا ربَّكم بالمحاربةِ وأنتم المساكين!

٩ - عبادَ الله: وثمةَ خِصالٌ لُعن أصحابُها، تجمع مَن سبَّ والدَيه، أو ذبحَ لغيرِ الله، أو غيَّرَ تخومَ الأرضِ .. فعنها وغيرِها قال صلى الله عليه وسلم: «ملعونٌ من سبَّ أباه، ملعونٌ من سبّ أُمَّه، ملعونٌ من ذبحَ لغيرِ اللهِ، ملعونٌ من غيّر تخومَ الأرضِ، ملعونٌ من كَمِهَ أعمى عن الطريق (أي أضلَّه)، ملعونٌ من وقعَ على بهيمةٍ، ملعونٌ من عَمِلَ عَمَلَ قومِ لوطٍ» (٢).

ألا فاحذروا هذه الخِلالَ كلَّها وترفَّعوا بأنفسكم عن مقارفتها.

١٠ - وترويعُ المسلمِ موجبٌ للعنةِ، وفي «صحيح» مسلم في كتاب البر والصلة بابُ النهي عن الإشارةِ بالسلاح إلى مسلم، ساق الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال أبو القاسم صلى الله عليه وسلم: «من أشار إلى أخيهِ بحديدةٍ، فإنَّ الملائكةَ تلعَنُه، وإن كان أخاه لأبيه وأمّه» (٣).

وكم يتساهلُ بعضُنا بهذا الأمر، والأمرُ خطير. وكم بدأ بمزاحٍ ثم يتحولُ إلى كارثةٍ وأتراحٍ، فالزموا أمرَ الإسلام، ولا تُروِّعوا آمنًا.


(١) سورة البقرة، الآية: ٢٧٥.
(٢) رواه أحمد بسند صحيح. انظر: صحيح الجامع ح (٥٧٦٧).
(٣) مسلم برقم (٢٠٢٠) و (٢٦١٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>