للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يا أهلَ الإيمان: استجيبوا لنداء ربكم {كُونُوا أَنْصَارَ اللَّهِ} (١)، واستشعروا جميعًا مسئوليتكم في حراسةِ الفضيلة - وكلٌّ بحسبه - وويلٌ للفضيلة يوم تُنحَرُ على أيدي الأغرار، وفي مجتمعنا - بحمدِ اللهِ - ثُلَّةٌ كبيرةٌ من الأخيار، ألا واحذروا البداياتِ المضلَّة، فهي موصلةٌ للنهاياتِ المؤلمةِ، إذا لم تُعالج بحكمة ورويةٍ وحزمٍ وعزم، أذكِّرُ كلَّ مسئولٍ بعظمِ المسئوليةِ أمام اللهِ في الآخرة، أما في الدنيا فبناءُ الأخلاقِ سببٌ للبقاء، وانهيارُها سببٌ للفناء:

فإنما الأمم الأخلاقُ ما بقيت ... فإن هموا ذهبت أخلاقهم ذهبُوا

وأبلغ من ذلك قولهُ تعالى: {وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا} (٢)، والمسئولُ اللبيبُ هو الذي يُميز بين الناصحين والمتآكلين.

يا أصحابَ الشهامةِ والمروءة: أخاطب فيكم شهامتكم إلا كنتم حُرّاسًا أوفياء للفضيلة، يا أصحابَ الأموال: إياكم أن تستخدموا أموالَكم لحرب الفضيلةِ، فتكون وبالًا عليكم وستسألون عمّا أنفقتم، يا أهلَ العلمِ والدعوةِ والفكر: بلّغوا ما اؤتمنتم عليه فستتعلَّق الأمةُ بكم أكثرَ منَ غيركم، وأنتم حملةُ الميثاقِ من ربِّ العالمين.

يا رجالاتِ الإعلام: احفظوا أمانةَ الكلمةِ ومسئوليةَ البلاغِ للناس، وكونوا من حملة رايةِ الفضيلةِ .. وإياكم أن تَجُرُّوا مجتمعَكم وأمَّتكم إلى مواخيرِ الأمم الأُميةِ في باب الأخلاقِ والقِيَم، وإن كانت رائدةَ الفضاءِ، سابقةً في المكتشفاتِ والمخترعات - ففرق بين هذا وذاك - ويخطئُ من يظن أن طريقَ اللحاقِ بهم تقليدُهم في كلِّ شيء.


(١) سورة الصف، الآية: ١٤.
(٢) سورة الإسراء، الآية: ١٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>