للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومن الأدعية التي ينبغي الإكثار منها: يا ذا الجلال والإكرام، فقد ورد: «ألظوا بيا ذا الجلال والإكرام» (١) والمعنى الزموا هذه الدعوة وأكثروا منها.

وجاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله: أي الدعاء أفضل؟ قال: «سل ربك العافية والمعافاة في الدنيا والآخرة»، ثم أتاه في اليوم الثاني فسأله فقال له مثل ذلك، ثم أتاه في اليوم الثالث كذلك فقال له مثل ذلك، وقال: «فإذا أعطيت العافية في الدنيا وأعطيتها في الآخرة فقد أفلحت» (٢).

ومن جوامع الدعاء ما علمه النبي صلى الله عليه وسلم عائشة رضي الله عنها: اللهم إني أسألك من الخير كله عاجله وآجله وأعوذ بك من الشر كله .. وأسألك الجنة وما قرب إليها من قول أو عمل، وأعوذ بك من النار .. وأسألك خير ما سألك به عبدك ورسولك محمد صلى الله عليه وسلم وأعوذ بك من شر ما استعاذك منه عبدك ورسولك ... وأسألك ما قضيت لي من أمر أن تجعل عاقبته رشدًا (٣).

إخوة الإسلام ومن رحمة الله بنا وسعة فضله علينا في الدعاء أنه لا يعجل بإجابة الداعي على نفسه أو ولده أو ماله بالشر في حال الضجر والغضب وضعف النفوس، وذلك لعلمه سبحانه أن ذلك غير مقصود منا، وإنما هو التفريج عن الشدة التي نجدها أحيانًا في نفوسنا، فنظن أننا نفرغها بالدعاء على أنفسنا وأموالنا وأولادنا.

وبعكس ذلك في دعائنا بالخير فهو يستعجل الإجابة لنا، ويعطينا سؤلنا أو يدخر لنا خيرًا منه في أخرانا. ولكم معاشر المسلمين فضل من الله وإحسان ..


(١) رواه الحاكم وقال: صحيح الإسناد (الأذكار/ ٣٣٨).
(٢) رواه الترمذي وقال: حديث حسن، الأذكار/ ٣٣٨.
(٣) رواه الحاكم وقال هذا حديث صحيح الإسناد وهو حديث حسن (الأذكار/ ٣٣٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>