ولعلَّكم تعجبون، بل تستغربون إذا علمتم أنّ في ماليزيا وحدها ما يَقرُبُ من خمس مائة منظمةٍ تنصيرية (١).
إخوة الإيمان: ولكنَّ أمْرَ النصارى في واقعهم المعاصرِ أدهى من ذلك وأمَرُّ، فهم لا يكتفون بالدعوة السلميةِ ومحاولةِ تنصير الشعوبِ المسلمةِ وغيرِ المسلمةِ، بل يستخدمون القوةَ إذا شعروا بتفوّق المسلمين وأحسُّوا بيقظتهم، وفي أحداثِ الصربِ النصارى مع مسلمي البوسنة والهرسك، وما جرى في كوسوفا ويجري الآن في الشيشان، كلُّ ذلك وأمثالُه يُعدُّ وحشيةً يَنْدَى له جبينُ الإنسانية، وتُعدُّ نقاطًا مظلمةً تُسوَّدُ بها صحائفُ التاريخِ النصرانيِّ؟
واليوم تحدثُ مآسي في إندونيسيا ذاتِ الكثافةِ السكانيةِ المسلمةِ، ولم يكتفِ النصارى - ومن ورائهم الغربُ - بفصل (تيمور الشرقية) بل يتحركُ النصارى في جُزرٍ أخرى - على حين غفلةِ المسلمين عن إخوانهم - فيقتلون ويطردون المسلمين عن ديارهم.
عبادَ الله: إن هذا الكَيدَ النصرانيَّ يؤكِّد - إلى جانبِ تعصُّبِ النصارى - يقظةُ المسلمين، فتلك اليقظةُ مقلقةٌ لعُبّاد الصليب، وحين نسوق نماذجَ لكيدهم لا ينبغي أن يداخلَنا شكٌّ في أن الغلبةَ للإسلام والمسلمين مستقبلًا، ولكن ينبغي أن تنشأ عندنا - معاشرَ المسلمين - تساؤلاتٌ، وتصحّحَ لنا مفاهيمَ خاطئةً، ومن بين هذه التساؤلات: وماذا يثير فينا هذا النشاطُ النصرانيّ المكثفُ من غيرةٍ لدين اللهِ وحماسٍ للدعوة للدين الحقِّ؟ ! وما هي برامجُ وخططُ المسلمين حاضرًا ومستقبلًا لمواجهة المدِّ النصراني الذي يحاولُ إعادةَ الاستعمار بطريقةٍ أخرى؟ وهل يُدرك العالمُ الإسلاميُّ خطورةَ السكوتِ على مخططاتِ الغربِ في اقتناصِ