أما أغنياءُ المسلمين فيُذكَّرون بالجهادِ بالمالِ في سبيلِ الدعوةِ وسدِّ حاجةِ المحتاجين، ولا سيَّما إذا نَزلَت بأحدٍ من المسلمين نازلةٌ واحتاج إلى مساعدةِ إخوانِه المسلمين، وليس يليقُ أن تُعلِنَ منظَّماتٌ إغاثيةٌ عالميةٌ وغيرُ مسلمةٍ مساعدةَ اللاجئينَ والمهاجرين والمتضرِّرين من الشعوب المسلِمةِ ويظلُّ المسلمون في مَعزِلٍ عن الأحداث.
معاشرَ المسلمين: يا أُمةَ القرآنِ، وبشكلٍ عامٍّ فعلى كل مسلمٍ ومسلمةٍ كِفْلُه من المسؤولية تجاهَ الإسلامِ والمسلمين؛ ومأساةٌ حين يظنُّ نفرٌ من المسلمين أنه يكفيهم أن يتابعوا الأخبارَ ويسألَ بعضُهم بعضًا: هل تمَّت ضربةُ الحلفاءِ للمسلمينَ أم لم تتمَّ بعدُ، ويكفيهم مجردُ استنكارِهم لضرب المسلمين (١) أن بإمكانِ كلِّ مسلمٍ أن يقدِّمَ شيئًا، ويخطئُ من يظنُّ أن سلاحَ الدعاءِ وحدَه هو الذي يملكُه المسلمون لمناصرةِ إخوانِهم المسلمين، وهذا السلاحُ رغمَ أهميتِه وحاجتِنا إليه فنحنُ نملكُ معه أسلحةً أخرى .. فسلاحُ الكلمةِ الصادقةِ سهمٌ، وتعميمُ الوعي بين الناس سلاحٌ، والمساعدةُ بالمال -صدقةً أو زكاةً-، قلَّ أو كَثُرَ سلاحٌ، والنصحُ والمَشُورةُ للمسلمين سهمٌ، والمهمُّ أن نستفرغَ طاقتَنا في سبيلِ نُصْرة إخوانِنا، ونستجيبَ لوصيةِ حبيبِنا محمدٍ صلى الله عليه وسلم حين قال:«انصُرْ أخاك ظالمًا أو مظلومًا».
أيها المؤمنونَ: ومع كلِّ ما تَبذلُون فاعلموا أن دينَ الله منصورٌ من قِبَلِ الذي أنزلَه، فهو أغيرُ لدينِه وحُرُماتِه منّا .. وإنما ننصرُ أنفسَنا، ونقدِّمُ لأنفسِنا، والله تعالى أَرحمُ بعبادِه منّا .. ولكننا مُمتَحنون في ولائِنا للمؤمنينَ وبراءتِنا من