بسلوكياتهم، ويُرتِّبون لباطِلهم في حين غفلةِ الناسِ عنهم .. إن الأمرَ من الأهميةِ والخطورةِ بحيثُ يستدعي اهتمامَنا جميعًا بهؤلاء المتسلِّلين، وذلك على مستوى الفردِ والدولةِ حتى لا نفاجَأ بعدَ حين بعملٍ مُشين لأصحاب السوءِ أُحكِمَتْ خيوطُه على حينِ غفلةٍ؟
أيها المسلمون: ومع التحوُّط والحذرِ في كلِّ ما يهدِمُ المعتقدَ أو يُخِلُّ بالأمن - وتلك مسؤوليتُنا جميعًا - فَثمَّةَ مبشِّراتٌ في أزمانِ الشدائد تؤكِّدُ قولَه تعالى:{وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ}(١).
فكم من شابٍّ غافلٍ سادرٍ في لهوِه لكنه استيقظَ على مطارقِ الأعداءِ يتَّهمون الإسلامَ ويُهدِّدون المسلمين، فتحرَّكتْ عاطفتُه وأقبلَ إلى ربِّه تائبًا مُنِيبًا واضعًا لنفسِه رقمًا صحيحًا في أعدادِ المسلمين.
وكم من فتاةٍ كانت تركُضُ وراءَ الموضةِ وتغرَقُ في تقليدِ المرأة الأجنبيةِ الكافرة فجاءتِ الأزمةُ موقِظةً لضميرِها، محرِّكةً لأصالتِها، باحثةً عن هويتِها المسلمةِ، مدرِكةً لخطإِ مسيرتِها ومعاهدةً ربَّها على بُغضِ الكافراتِ وحبِّ المؤمنات، فعاد الحياءُ خُلُقَها، والحجابُ عزَّتَها وفخرَها.
وكم من غنيٍّ أوجعتْهُ صيحاتُ الجَوْعى من المسلمين تملأُ الآفاقَ، وآلمَهُ الموتُ الجماعيُّ للأطفالِ والشيوخ والنساءِ مرضًا أو جوعًا أو قتلًا فأنفق من مالِه لهؤلاءِ وأولئك بسخاءٍ.
أيها المسلمون: وحين تَنشَطُ الكنيسةُ الغربيةُ في هذه الأزمةِ، ويسافر البابا - رغمَ المخاطر - بحثًا عن نصيبِه في الغنيمة .. يأبى اللهُ إلا أن يُتِمَّ نورَه ويُظهِرَ دينَه الحقَّ - ولو في حين ضعفِ المسلمين - فتنفَدُ المصاحفُ في عددٍ من