للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويقالُ لمنْ صامَ عرفةَ: أليسَ مِنْ رحمةِ اللهِ وفضلِه عليكَ أنْ كفَّرَ اللهُ عنكَ بهذا الصيامِ سنتينِ؟

إذًا صحائفُ الموفَّقينَ والمشمِّرينَ للطاعةِ في هذهِ الأيامِ بيضاءُ، وخطاياهمْ تكفَّرُ والأوزارُ والأثقالُ عنهمْ تُحطُّ وتُغفرُ .. فيَختِمونَ عامَهمْ بخيرِ ما ينبغي أنْ يُختمَ به، وهنا أقفُ مذكِّرًا لنفسي وإخواني بما ينبغي أنْ نكونَ عليهِ دائمًا، وبالأخصِّ حينَ نودِّعُ عامًا أودعْنا فيهِ ما شاءَ اللهُ منَ الصالحاتِ وأخطأنا واقترفنا فيه منَ السيئاتِ ما كتبَ اللهُ.

المَعلمُ الأول:

الشكرُ للهِ .. فالشكرُ يزيدُ النِّعَمَ ويُذكرُ بفضلِ المُنعِمِ: {لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ} (١)، {وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ} (٢)، فمنِ الذي هيّأَ لكَ رحلةَ الحجِّ وأعانكَ على إتمامِ المناسكِ، ورزقَكَ المالَ، وأمدَّكَ بالعافيةِ حتى أتممتَ حجَّكَ وقضيتَ مناسكَك؟ إنهُ اللهُ العليُّ الكبيرُ .. وشكرُك للهِ أولًا وآخرًا لا ينبغي أن يُنسيَكَ شكْرَ المخلوقينَ ممن بَذَلَ واجتهدَ في تيسيرِ مناسكِ الحجِّ وأمَّن السُّبلَ وقامَ بخدمةِ الحجيجِ، سواءٌ على مستوى الدولةِ أو على مستوى الأفرادِ والمؤسساتِ.

واشكرْ ربَّكَ كذلكَ إذْ وفَّقكَ وهداكَ لعملِ الصالحاتِ في العَشْرِ، وكمْ منْ محرومٍ أو متكاسلٍ فاتهُ الركْبُ، فلا هوَ في عدادِ الحجّاجِ، ولا هوَ منَ المسابقين للخيراتِ في هذهِ العشرِ، وفوقَ هذا فلا تنسَ الشكرَ للهِ؛ إذْ أعانكَ ويسَّرَ لك عملَ الصالحاتِ في سائرِ العامِ.


(١) سورة إبراهيم، الآية: ٧.
(٢) سورة البقرة، الآية: ١٥٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>