للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولا يُعتمَدُ على أصحابِها في الجهادِ ونكايةِ العدو، وتحريرِ المقدَّسات.

وأخوَّتُنا -معاشرَ المسلمين- بالإيمان {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ} (١) وكرامتُنا بالتقوى {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ} (٢)، وعلى صعيدِ الواقع كم حصل في مجتمعاتِ المسلمين من خياناتٍ لم تنجُ منها العروبةُ وروابط القوميةِ، ووَحْدةُ الأرضِ واللغة؟ !

٩ - أيها المؤمنون: ولئن لم تُفتحِ القسطنطينيةُ في هذه الحَمَلاتِ والمحاولاتِ أيامَ الأُمويين، فلم تَضِعْ جهودُ المسلمين سُدًى، ويَكفِيهم أن كَتَبَ اللهُ منهم حينَها شهداءَ، وكان لبعضِهم فضلُ الرِّباطِ في سبيلِ الله، ورباطُ يومٍ في سبيلِ الله خيرٌ من الدنيا وما فيها.

ومَهَّدَ هؤلاء لفتحٍ مرتَقَبٍ أخبر النبيُّ صلى الله عليه وسلم عنه وعن أصحابهِ بقوله: «لتُفتحَنَّ القسطنطينيةُ، فلنِعمَ الأميرُ أميرُها، ولنِعمَ الجيشُ ذلك الجيشُ» (٣).

وكان العثمانيونَ أصحاب هذا الفتحِ، وكان محمدٌ الفاتح أميرَ الجيش، وفضلُ الله يؤتيهِ من يشاءُ.

١٠ - على أنَّ هؤلاءِ المسلمين الأوائلَ المحاولينَ لفَتْح القسطنطينيةِ وإن لم يُكتَبْ لهم فتحُها فقد تركوا فيها من المآثرِ ما به يُذكَرُ اللهُ، والمساجدُ شعارُ المسلمين أين حلُّوا وأين ارتحلوا، وابنُ تيميَّةَ في زمنِه يذكرُ مسجدًا بناه المسلمون الأُمَويُّون ويقول: وأَقاموا على حصارِ القسطنطينيةِ عدةَ سنين في زمنِ عبد الملكِ بن مروانَ حين بعث ابنه مَسْلمةَ بجيشٍ عظيم إليها قال: ثم صالحوهم


(١) سورة الحجرات، الآية: ١٠.
(٢) سورة الحجرات، الآية: ١٣.
(٣) رواه أحمد في مسنده ٤/ ٣٣٥، والهيثمي في مجمع الزوائد ٦/ ٢١٨ وقال: رجاله ثقات.

<<  <  ج: ص:  >  >>