للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تقاتل شجاعة أمام أعدائها، والله يريد أن يكون الجهاد له وحده وفي سبيله، بريئًا من المشاعر الأخرى التي تلابسه. وقد سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الرجل يقاتل حمية، والرجل يقاتل شجاعة، والرجل يقاتل ليرى فأيها في سبيل الله؟ فقال: «من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله» (١).

كما قد يبطئ النصر لأن في الشر الذي تكافحه الأمة المؤمنة بقية من خير يريد الله أن يجرد الشر منها ليتمحص خالصًا، ويذهب وحده هالكًا، لا تتلبس به ذرةٌ من خيار تذهب في الغمار ..

وقد يبطئ النصر لأن الباطل الذي تحاربه الأمة المؤمنة لم ينكشف زيفه للناس تمامًا، فلو غلبه المؤمنون حينئذ فقد يجد له أنصاراً من المخدوعين فيه، لم يقتنعوا بعد بفساده وضرورة زواله، فتظل له جذور في نفوس الأبرياء الذين لم تنكشف لهم الحقيقة، فيشاء الله أن يبقى الباطل حتى يتكشف عاريًا للناس ويذهب غير مأسوف عليه من ذي بقية) (٢).

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: { ... إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم وإذا أراد الله بقوم سوءًا فلا مرد له وما لهم من دونه من وال} (٣). نفعني الله وإياكم بهدي كتابه.


(١) متفق عليه.
(٢) طريق الدعوة في ظلال القرآن، ص ٣٥٩.
(٣) سورة الرعد، الآية: ١١.

<<  <  ج: ص:  >  >>