إنَّ منْ أخطائنا -أحيانًا- أن نفترضَ أنَّ صاحبَ المشروعِ هو المفكّرُ والمخطّطُ والمموِّلُ والمنفّذُ .. وهذا ما فيه من إجهادِ النفسِ وتعويقِ العملِ، ففيه كذلكَ خسارةٌ لشريحةٍ كبرى منَ المجتمعِ يمكنُ أن تُستثمَرَ وقد تنتجُ وتنجحُ أكثرَ منْ غيرِها .. فهلْ تُفكرُ في هذا وتمارسُه عمليًا؟
يا صاحبَ الخيرِ، ويا ذا الهمَّةِ والرغبةِ في الدعوةِ لدينِ اللهِ وقد تسألُ عنْ مشروعٍ أو أكثرَ للدعوةِ -في مثلِ هذه الإجازةِ أو غيرِها- وتُجابُ بأنَّ المشاريعَ كثيرةٌ والفرصَ متاحةٌ، وقدْ يرى شخصٌ أو أشخاصٌ مجالًا مهمًا، ويرى آخرونَ غيرَه، والمجالُ متسعٌ للجميعِ .. ولكنْ ومنْ بابِ الذكرَى أذكرُ لكَ -وعلى نسقِ ما مَضَى- ثلاثةً منَ المشاريعِ الدعويةِ تشمَلُ الداخلَ والخارجَ، ويمكنُ أنْ ينتفِعَ بها الذكرُ والأنَثى بإذنِ اللهِ.
١ - مشروعُ الدعوةِ والتعليمِ في القرى والهُجُرِ النائيةِ .. وكمْ يحتاجُ سكانُ هذه وتلكَ إلى العلمِ النافعِ والدعوةِ إلى الخيرِ، في زمنٍ باتَتْ القنواتُ مصدرَ التوجيهِ لهؤلاءِ، وربّما فتكَتْ المخدراتُ ببعضِهم، فكيفَ إذا انضافَ إلى ذلكَ حاجةٌ ومسغَبةٌ وكادَ الفقرُ أنْ يكونَ كفرًا .. فدعوةُ هؤلاءِ وإعانتُهم مشروعٌ نبيلٌ.
٢ - ومشروعٌ آخرُ للدعوةِ والتعليمِ والإغاثةِ لأقليةٍ منَ الأقلياتِ المسلمةِ في مشرقِ الأرضِ أو مَغرِبِها .. وكمْ يحتاجُ هؤلاءِ إلى عَوْنِ إخوانِهم! وكمْ يتطلعونَ إلى المسلمينَ كافةً وإلى أهلِ بلاد الحرمين خاصةً لتعليمهم ودعوتِهم وإغاثتِهم! فهل نُساهم بأنفسِنا أو بالتنسيق مع الهيئاتِ والمؤسساتِ الإسلاميةِ لدعوةِ وتعليمِ وإغاثة هؤلاء؟ ذلك مشروعٌ نبيلٌ كذلك.