إن خير المتهاجرين من بدأ صاحبه بالسلام وأبخل الناس من يبخل بالسلام (١).
ومِنْ حقوقِ الأخوّة: عيادة المريض- وليس يَخْفى ما فيها من الأَجرِ والمغنم، فَضْلًا عن إيناسِ المريضِ والتسْرِية عنه.
واتباعُ جنازة المسلم حقٌ من حقوقهِ، وكذا تشميتُهُ إذا عَطَسَ وحَمَدَ اللهَ. ونصرة المظلوم، وإجابةُ الدعوةِ، وبذلُ النصيحةِ له، وقبولُها منه .. كلُ ذلك من حقوقِ الأخوَّة الإسلاميةِ.
إنها حقوقٌ تُشيعُ المحبةَ وتنشرُ التكافلَ، وتُعَمِّمُ الخيرَ، وتوسِّعُ دائرةَ النُّصْحِ، تُسرِّي وترفعُ الضَّيْمَ .. وما أروعَ خُلُقَ المسلمِ وهو يشاركُ أخاه في أفراحِهِ ومسرَّاتِهِ، ويشاركُهُ في أَتْراحِهِ ويخفِّفُ مِنْ آلامِهِ وأَحْزانِهِ ..
نَعَم، إنَّ دينًا يَجْزي على الابتِسامةِ في وجهِ المسلمِ ويعتبرُها صدقةً من الصدقاتِ لَدِينٌ عظيم، فكيفَ إذا فرّجَ عنهُ كربةً أو شاركَهُ في نازِلةٍ، أو نَصَرهُ في مَظْلَمةٍ ظُلِمَها؟ !
يا أخا الإسلام، لا تَحقِرنَّ مِنَ المعروف شيئًا، ولا تَقْصُرْه على القريب- وإنْ كانَ أَوْلى- ولا على الحبيبِ- وإنْ كانتِ النفسُ تميلُ إليهِ ميلًا- ولكنِ احرصْ على نشرِ الخيرِ والإحسانِ جَهدَك، ومَنْ لَمْ تستَطِعْ أن تُقدِّمَ له عَوْنًا بمالِكَ فبِجاهِك، أو بِحُسنِ خطابكَ ولطفِ استقبالِكَ ولا تَنْسَ الدعاءَ لإخوانِكَ المسلمين فهوَ لا يكلِّفُك شيئًا، بل يُجيبُك مَلَكٌ: ولَكَ بِمِثْلِ ما دَعوتَ به، فلا تحرِمْ نفسَك وإخوانَكَ مِنْ فَضْلِ اللهِ، واقصِدْ من وراءِ ذلكَ كلِّه وجْهَ اللهِ!
أيها المسلموِن: وهناكَ آدابٌ للأخوّة لا بدَّ كذلكَ مِنْ مُراعاتِها فاعْلَمْها واحرصْ على التأَدُّبِ بها، ومِنْ هذه الآداب: