للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأسيرَ- وأطمعوا الجائعَ، وعودوا المريض».

وساقَ حديثا آخرَ فيما اشتملتْ عليه الصحيفةُ من فكَاكِ الأسيرِ (١).

ونقلَ ابنُ حجر عن ابنِ بطَّال: فكاكُ الأسيرِ واجبٌ على الكفاية، وبهِ قال الجمهور (٢).

تُرى ما حجمُ اهتمامِ المسلمينَ بأسراهم عندَ اليهودِ أو النصارى أو عندَ غيرِهم مِنَ الأممِ والشعوبِ المعاديةِ للمسلمين!

وهذا الإمامُ مالكٌ رحمه اللهُ تعالى يقول: «واجبٌ على الناس أن يفدوا الأسارى بجميعِ أموالِهم، وهذا لا خلافَ فيه، لقولِهِ صلى الله عليه وسلم: «فكُّوا العاني».

أما شيخُ الإسلامِ ابنُ تيميةَ رحمهُ اللهَ فقدْ كتبَ رسالةً مطوَّلةً إلى «سرجوان» عظيمِ أهلِ ملةِ النصارى، بمناسبةِ أسرهِ لفئةٍ من المسلمين، ومما قالهُ في هذه الرسالة: «ومنَ العجب كلِّ العجبِ أنْ يأسرَ النصارى قومًا غَدْرًا أو غيرَ غدرٍ ولمْ يقاتلوهم، والمسيحُ يقول: «مَنْ لطمكَ على خدِّكَ الأيمنِ فأدِرْ له خدَّكَ الأيسرَ، ومنْ أخذَ رداءَك فأعطِه قميصَك» وكلَّما كثرتِ الأسرى عندَكُم كانَ أعظمَ لغضبِ اللهِ وغضبِ عبادِه المسلمين، فكيفَ يمكنُ السكوتُ على أسرى المسلمينَ في قبرص، سيَّما وعامةُ هؤلاءِ الأسرى قومٌ فقراءُ وضعاء، ليسَ لهمْ منْ يسعى فيهم .. » (٣).

ثمَّ يخاطبُ الشيخُ عظيمَ النصارى مبينًّا له فرقَ معاملةِ المسلمين لمن عندهمْ من النصارى، عنْ معاملةِ النصارى لمن عندهمْ منَ المسلمين ويقول: «أما يعلمُ


(١) انظر الفتح: ٦/ ١٦٧ ح ٣٠٤٦، ٣٠٤٦.
(٢) الفتح ٦/ ١٦٧.
(٣) الفتاوى ٢٨/ ٦٢٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>