للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أقوى وأسبقُ وأصدقُ والله يقول: {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا} (١).

ويقولُ جلَّ شأنه: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ .. } (٢).

بلْ يجدُ المنصفونَ في تعاليمِ إسلامِنا رعايةً ورحمةً بالحيوانِ، فضلًا عنِ الإنسان، وفي «الصحيحِ» «أنَّ رجلًا اشتدَّ بهِ العطشُ فنزلَ بئرًا فشربَ منها ثمَّ خرج، فإذا بكلبٍ يلهثُ يأكلُ الثَّرى من العطشِ، فقال الرجل: لقدْ بلغَ هذا الكلبُ منَ العطشِ مثلَ الذي بلَغَني، فنزلَ البئرَ فسقى الكلبَ، فشكرَ اللهُ وغفر له» فقالَ الصحابة: يا رسولَ الله، وإنَّ لنا في البهائمِ لأجرًا؟ قال: «في كلِّ كبدٍ رطبةٍ أجرٌ».

ولئنْ كانتْ الرحمةُ بالكلبِ تغفرُ ذنوبَ البغايا، كما في الرواية الأخرى، فإنَّ الرحمةَ بالإنسانِ تصنعُ العجائب (٣)، فأين المسلمونَ منْ تعاليمِ دينِهم ونصرةِ إخوانهم؟ !


(١) سورة الإسراء، الآية: ٧٠.
(٢) سورة النحل، الآية: ٩٠.
(٣) الغزالي، خلق المسلم ٢٦٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>