للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

السياقِ واللفظِ الترمذيُّ والنسائيُّ وابنُ ماجه، وصدرهُ في «الصحيحين» (١).

٦ - هل تُدخَلُ الجنةُ بالعملِ أمْ برحمةِ الله؟ المتقررُ شرعًا أنها تُدخلُ برحمةِ الله، كما قال صلى الله عليه وسلم: «لنْ يُدخِلَ أحدًا عَمَلُه الجنَّةَ» وفي لفظ: «لنْ يُنْجِي أحدًا منكمْ عَمَلُهُ» (٢). ولكن العملَ سببٌ في دخول الجنة، كما قال تعالى: {ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ} [النحل: ٣٢].

قالَ العلماءُ: والجمعُ بين الآيةِ والحديث: أن النفيَ الذي في الحديثِ هو نفيُ المعاوضةِ التي يكونُ فيها أحدُ العوضينِ مقابلًا للآخر، والباءُ التي في الآيةِ هي باءُ السببيةِ التي تقتضي أنَّ العملَ سببٌ لدخولِ الجنة وإن لم يكنْ مستقلًّا بحصولِها (٣).

إذًا لا بدَّ للجنةِ منْ عملٍ ابتداءً، ولكنَّ رحمةَ اللهِ بوابةٌ للدخولِ في النهاية.

٧ - ما هي موجباتُ دخولِ الجنة؟ هي كثيرةٌ وثابتةٌ في آياتِ الكتابِ وصحيحِ السنة، كالذِّكرِ والسُّننِ الرواتبِ والصدقةِ، والصومِ وحُسْنِ الخُلُق، والحجِّ والجهادِ وبرِّ الوالدين، والزيارة .. وقدْ أحصى بعضُهم ما يزيدُ على ستينَ موجبًا للجنةِ منْ صحيحِ السنة، وقال الشيخُ عبدُ الله الجعيثن في كتابهِ «موجباتُ الجنةِ في ضوء السنة» - وفقَّه اللهُ- تَنوُّعُ الأسبابِ الموجبةِ للجنةِ وكثرتُها رحمةٌ منَ اللهِ بعباده، فقد يتهيأُ لبعضِ المؤمنينَ بعضُ هذهِ الأسبابِ ويتعذرُ عليهمْ بقيتُها، وفدْ يوفَّقُ المؤمنُ ويفتحُ له في بعضُ هذهِ الأسبابِ ويتعذرُ عليهمْ بقيتُها، وفدْ يوفَّقُ المؤمنُ ويفتحُ له في بعضِ الأسبابِ وتتيسرُ له دونَ سواها، وعلى المسلمِ أنْ


(١) ابن القيم، حادي الأرواح ٢٢٣.
(٢) متفق عليه، خ ٥٦٧٣، مثلًا ٢٨١٦.
(٣) حادي الأرواح ٦١.

<<  <  ج: ص:  >  >>