للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويقولُ ابنُ القيم- رحمه الله- منْ قصيدةٍ طويلةٍ وشعرٍ في وصفِ الجنة:

وما ذاكَ إلا غَيرةٌ أنْ ينالَها ... سوى كُفْئِها والربُّ بالخَلْقِ أعلمُ

وإنْ حُجبتْ عنَّا بكلِّ كريهةٍ ... وحُفَّتْ بما يؤذي النفوسَ ويؤلمُ

فللهِ ما في حشوِها منْ مَسَرَّةٍ ... وأصنافِ لذاتٍ بها يُتنعَّمُ

وللهِ بَردُ العيشِ بينَ خيامِها ... وروضاتِها، والثغرُ في الروضِ يَبسمُ

وللهِ واديها الذي هو موعدُ ... المزيد لوفدِ الحبِّ لو كنتَ منهمُ

فيا لذةَ الأبصارِ إنْ هي أقبلتْ ... ويا لَذَّةَ الأسماعِ حينَ تكلَّمُ

ويا خجلة الغصنِ الرطيبِ إذا انثنتْ ... ويا خجلةَ الفجرينِ حينَ تبسَّمُ

عناقيدُ منْ كرمٍ وتفاحُ جنةٍ ... ورمانُ أغصانٍ بهِ القلبُ مغرمُ

تَقَسَّمَ فيها الحسنُ في جمعِ واحدٍ ... فيا عجبًا من واحدٍ يتقسَّمُ

فيا خاطبَ الحسناءِ إنْ كنتَ راغبًا ... فهذا زمانُ المهرِ فهو المقدَّمُ

وصُمْ يومكَ الأدنى لعلكَ في غدٍ ... تفوزُ بعيدِ الفطرِ والناسُ صُوَّمُ

وأقدمْ ولا تقنعْ بعيشٍ منغضٍ ... فما فازَ باللذاتِ منْ ليسَ يقدمُ

فحيَّ على جناتِ عدنٍ فإنها ... منازلكَ الأولى وفيها المخيمُ (١)

أما هاتفُ القرآنِ وأما دعوةُ الرحمن، فنقول لكلِّ مسلمٍ ومسلمة: {وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ، الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ، وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ}، {وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ


(١) حادي الأرواح، ص: ٣٠ - ٣١.

<<  <  ج: ص:  >  >>