للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ألا فأكثرِوا من الاستغفارِ معاشرَ المسلمين ليرقعَ أخطاءَكم، وأَكثرِوا من الاستغفارِ معاشرَ الصائمين ليرقعَ ما انخَرَمَ من صيامِكم، وبذِكْر الله عمومًا تطمئنُّ القلوبُ، وبالاستغفارِ تنصرِمُ الذنوبُ.

وبعدُ: فحقٌ على كلِّ صائمٍ إن يسأل نفسَه: وماذا بقي له من آثارِ الصيام؟ وماذا سيخلّفه في حُسْن الأخلاق وكريمِ الخِلَال؟ اختبِرْ نفسَك في الإخلاصِ في رمضانَ وبعدَ رمضان .. وصارحْ نفسَك عن المراقبةِ والحياء، والحِلْم والكَرَم والجِدّ والجهاد والبِرّ والصِّلة، والذِّكرِ والدعاءِ والتوبةِ والاستغفارِ ونحوها .. ما حالُها في رمضانَ وبعدَ رمضان؟

يقول ابنُ تيميَّةَ رحمه الله: شهادةُ الوحيدِ تفتحُ بابَ الخير، والاستغفارُ يُغلِقُ باب الشر (١).

ويُروَى عن أبي هريرةَ رضي الله عنه قال: الغِيبةُ تَحرِقُ الصيامَ والاستغفارُ يَرقَعُه، فمنِ استطاعَ منكم أن يأتيَ بصيامٍ مُرقع فليفعل (٢).

اللهمّ إنا نستغفرُك ونتوبُ إليكَ من جميعِ الذنوب والخطايا، اللهمَّ أنت ربُّنا لا إله إلا أنت خلقتَنا ونحن عبيدُك ونحن على عهدِك ووعدِك ما استطعْنَا، نعوذُ بك من شرِّ ما صنعْنَا، نَبُوءُ لك بنِعمَتِك علينا ونبوءُ بذنوبِنا فاغفِرْ لنا، فإنه لا يَغفِرُ الذنوبَ إلا أنت.


(١) محمد الحمد: رمضان دروس وعبر، ص ١٩٤.
(٢) محمد الحمد: رمضان دروس وعبر، ص ١٩٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>