للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إسلامِ مجموعةٍ منْ غيرِ المسلمينَ، ولمْ يَعُدِ الأمرُ قصرًا على الرجالِ بلْ شملَ النساءَ ناهيكَ عنْ مدِّهِ في آفاقِ الأرضِ كلِّها.

ولعلَّ هذا المدَّ الإسلاميَّ بشكلٍ عامٍّ أحدُ المخاوفِ الكبرى التي أثارتِ الغربَ فرأَوا تعجيلَ الضربةِ للمسلمينَ قبلَ أنْ يكتسحَهم الإسلامُ .. أمّا في البلادِ الإسلاميةِ فتستمرُّ ثمارُ الصحوةِ لتغطّيَ مساحةً أوسعَ ولتشمل كافةَ القطاعاتِ المدنيةِ والعسكريةِ وعلى مستوى الرجالِ والنساءِ .. ولعلَّ هذهِ الحملاتِ الغربيةَ .. وتلكَ الصورَ اليهوديةَ المأساويةَ لإبادةِ المسلمينَ تزيدُ مِنْ تنامي الصحوةِ وتعجِّلُ بيقظةِ المسلمينَ .. وهكذا يمكرُ الأعداءُ ويمكرُ اللهُ واللهُ خيرُ الماكرينَ، وكلَّما ظنُّوا أنهمْ أوشكوا على القضاءِ على المسلمينَ وإذا بالإسلام يُثبِّتُ أقدامَهم، ويُوقظُ عزائمَهمْ.

أيها المسلمونَ: والنصرةُ للمسلم حقٌ مشروعٌ، والرسولُ صلى الله عليه وسلم يقولُ: «انصْر أخاكَ ظالمًا أوْ مظلومًا» .. وحينَ يُبيتُ شعبُ العراقِ المسلمُ (مظلومًا) منْ ليلٍ أو نهارٍ فلا يسوغُ للمسلمينَ أن يَسكتوا .. ومنْ حقِّهمُ الدفاعُ عنْ أنفسِهمْ وإخوانِهم بكلِّ ما يستطيعونَ.

إخوةَ الإيمانِ: وإذا أصرَّ المتجبِّرونَ على طغيانِهم وحقَّقوا ضربتَهم، فلعلَّها أن تكونَ بدايةَ النهايةِ .. وعساها أنْ تكونَ مرحلةً لضعفِ القوةِ ونهايةِ الظُّلمِ والغطرسةِ .. وسُننُ اللهِ ماضيةٌ في الفناءِ والهلاكِ على كلِّ مستكبرٍ ظالم غشومٍ جاحدٍ بآياتِ اللهِ: {فَمَا أَغْنَى عَنْهُمْ سَمْعُهُمْ وَلا أَبْصَارُهُمْ وَلا أَفْئِدَتُهُم مِّن شَيْءٍ إِذْ كَانُوا يَجْحَدُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَحَاقَ بِهِم مَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئون} (١).

{وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَرْيَةٍ بَطِرَتْ مَعِيشَتَهَا فَتِلْكَ مَسَاكِنُهُمْ لَمْ تُسْكَن مِّن بَعْدِهِمْ إِلاَّ


(١) سورة الأحقاف، الآية: ٢٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>