للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يا عبدَ الله: واخترْ لنفسكَ أيَّ المنزليْن {فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَاؤُمُ اقْرَئوا كِتَابِيهْ (١٩) إِنِّي ظَنَنتُ أَنِّي مُلاقٍ حِسَابِيهْ (٢٠) فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ (٢١) فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ (٢٢) قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ (٢٣) كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الأَيَّامِ الْخَالِيَةِ (٢٤) وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ فَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيهْ (٢٥) وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيهْ (٢٦) يَا لَيْتَهَا كَانَتِ الْقَاضِيَةَ (٢٧) مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيهْ (٢٨) هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيهْ (٢٩) خُذُوهُ فَغُلُّوهُ (٣٠) ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ (٣١) ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا فَاسْلُكُوهُ (٣٢) إِنَّهُ كَانَ لا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ (٣٣) وَلا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ (٣٤) فَلَيْسَ لَهُ الْيَوْمَ هَاهُنَا حَمِيمٌ (٣٥) وَلا طَعَامٌ إِلاَّ مِنْ غِسْلِينٍ (٣٦) لا يَأْكُلُهُ إِلاَّ الْخَاطِئونَ} (١).

يا أخا الإسلام: الأرضُ تميدُ منْ حولك، والأممُ والشعوبُ باتتْ تبحثُ عنْ هُويتِها- وإنْ كانتْ مزوَّرةً- وتلتفتُ إلى أديانها وقيمِها- وإن كانت ساقطةً ومنحطةً- فما موقُعكَ في هذا العالمِ المَريجِ؟ وماذا عن اعتزازِك بهويتكَ الأصلية، وثباتِكَ بلْ ودعوتِكَ لدينكَ الحقِّ .. أيسوغُ أن يموتَ إخوانُ القردةِ والخنازيرِ مدافعينَ عنْ دينهمْ وهويتِهمْ .. وأنْ يتفانى عبَّادُ الصليبِ والبقر، وأصحابُ بوذا وكنفوشيوس، بلْ وعبَّادُ الشياطين والفروج، وأممٌ وشعوبٌ أخرى أضلَّها الله، أيسوغُ أنْ يتفانى هؤلاءِ في الدفاعِ عنْ دياناتهم، ويثبتوا على نِحَلهمُ الباطلةِ ويبخلُ المسلمُ في تقديمِ شيءٍ يستطيعُ تقديمَه .. فكيفَ إذا عاشَ المسلمُ غافلًا سادرًا في الشهوات، مرتكبًا للمحرمات حائرًا هائمًا، إنها نكسةٌ وحَوْرٌ بعدَ الكَوْر .. وضلالةٌ بعدَ الهدى، وعمًى بعدَ الإبصارَ، نسألُ اللهَ لنا ولإخوانِنا المسلمينَ السلامةَ والعافية.

يا مسلمُ يا عبدَ الله: أتريدُ خَيرَي الدنيا والآخرة؟ شيئانِ إذا عملتَ بهما


(١) سورة الحاقة، الآيات: ١٩ - ٣٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>