للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فهلْ يا تُرى ينشطُ المسلمونَ في الدعوةِ إلى اللهِ في وقتِ الأزماتِ خاصةً، ليغيظوا الكفارَ والمنافقينَ منْ جانب، وليطردوا عنْ أنفسِهم الضيقَ والضجرَ واليأسَ والإحباطَ منْ جانبٍ آخر.

٧ - والصدقةُ والإحسانُ سبيلٌ لرفعِ الأزماتِ والكروب، كيفَ لا وقدْ صحَّ الخبرُ أنَّ «صنائعَ المعروفِ تقي مصارعَ السُّوء، والصدقةُ خَفيًّا تطفئُ غضبَ الربِّ، وصلةُ الرحم زيادةُ في العمر، وكلُّ معروفٍ صدقةٌ، وأهلُ المعروفِ في الدنيا همْ أهلُ المعروفِ في الآخرة» (١).

والصدقةُ برهانٌ على حبِّ الخير، وهي شارحةٌ للصدر منفِّسةٌ للكَرْب، مبعِدةٌ للشُّحِّ- وفي القرآن- مُذهبةٌ للخوفِ والحزن {الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ لاَ يُتْبِعُونَ مَا أَنفَقُواُ مَنًّا وَلاَ أَذًى لَّهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ} (٢).

الصدقةُ يُداوى بها المرضى وينتفعُ بها الموتى، ويُتَّقى بها منَ الشُّحِّ والبخلِ والأثَرةِ للأحياء، فأينَ المتصدقون يواسونَ إخوانَهم المسلمين، وبها يُداوونَ مرضاهم ويُحسِنون إلى أنفسِهمْ وموتاهم، واللهُ تعالى يجزي المتصدقينَ ويُخلِف على المنفِقين.


(١) رواه الطبراني في «الأوسط» وصححه الألباني. صحيح الجامع ٣/ ٢٤.
(٢) سورة البقرة، الآية: ٢٦٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>