للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إنها الذكرى والموعظةُ والتثبيتُ في قَصَصِ المرسلين: {وَكُلًا نَّقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ وَجَاءكَ فِي هَذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ} (١).

١٣ - وأخيرًا- وليسَ آخرًا- دونكمْ هذا المثبِّتُ فتدبِّروهُ والزَموه، إنه حبلُ اللهِ المتينُ، وكتابهُ المبينُ، هدًى وشفاءٌ، ونورٌ وبرهانٌ بصائرُ للناس، ورحمةٌ للعالمين: {قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِن رَّبِّكَ بِالْحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آمَنُوا وَهُدىً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ} (٢).

{كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلًا} (٣).

آهٍ على المسلمين! ! كمْ ضيَّعوا كتابَ ربِّهمْ وفيهِ ذكرُهمْ وتقواهم، وسرُّ تفوُّقِهمْ ودليلُ أعدائهم، كم هجروه تلاوةً أو حُكمًا أو كليهما، وهو المنقذُ لهمْ في الأزمات، والهادي لمسيرتهمْ حين تَدْلَهِمُّ الخطوبُ وتَحْلوْ لكُ الظلماتُ، يُتلى على مسامعهمْ صباحَ مساءَ، ولكنَّ القلوبَ شاردةٌ، وكمْ يتقدمونَ بهِ في مناسباتهم، ولكنهمْ يغيبونَ عنهُ حينَ أزماتهم، يخافُ منهُ الأعداءُ ولا يُثمنُ المسلمونَ خوفَ الأعداء، إنهُ كتابٌ مفتوحٌ يقرأُ المسلمونَ فيهِ أسبابَ النصر وعواملَ الهزيمة، وسرَّ النجاحِ وأسبابَ الفشل، ومصدرَ القوةِ، ومكمنَ الخطر، ناصحٌ للمؤمنينَ ومبشرٌ لهم، ومغيظٌ للكفارِ ومتوعدٌ لهم، فهلْ يستمسكُ المسلمونَ بالذي أوحيَ إلى نبيِّهم، وهلْ يتذكرونَ أنهمْ سيُسألونَ عنه؟ !

وهلْ تكونُ الأزماتُ سببًا لمزيدِ إقبالهم عليه {أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا} (٤).


(١) سورة هود، الآية: ١٢٠.
(٢) سورة النحل، الآية: ١٠٢.
(٣) سورة الفرقان، الآية: ٣٢.
(٤) سورة محمد، الآية: ٢٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>