للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ألفِ دينارٍ، وإطلاقِ كلِّ أسيرِ في بلادهِ منَ المسلمينَ (١).

تأمَّلوا- إخوةَ الإيمانِ- الفَرْقَ في الصدقِ معَ اللهِ، وكيفَ تتحوَّلُ القِلَّةُ الصابرةُ المحتسِبةُ إلى قوةٍ مرهبةٍ مرعبةٍ، وكيفَ يَحيقُ المكرُ السيئُ بأهلهِ، وتتفرَّقُ الجموعُ المحتشدةُ إلى قتلى وأسرى ومحزونينَ حينَ يَصْدُقُ المجاهدونَ، وتأمَّلوا- على صعيدٍ آخرَ- الفرقَ بينَ معاملةِ المسلمينَ حينَ يَنتصرون، وإنْ ظُلِموا واعتُديَ عليهمْ، فالعفوُ والتسامحُ خلافُ ما طنطنَ به غيرُ المسلمينَ في هيآتهمْ ودساتيرِهم وما طافوا بهِ العالمَ دَجَلًا وجَعْجَعةً في إعلامهمْ ولكن المسلمين تمثلوهُ واقعًا عمليًا في حياتهم .. وغيرُ المسلمينَ إذا ظفرَ أحدُهمْ فَعَلَ الأفاعيلَ وتجاوزَ الدساتيرَ، وظهرتْ جاهليتُه في العراءِ، يَنهبونَ ويَسلبونَ ويُفسدونَ ويَحرِقون، ويكيدونَ ويمكرونَ، ويُخططون بلْ يوطرون الفسادَ للمستقبل .. ! !

تلكَ حضارةُ الغربِ- وإن رغموا-، وتلكَ حضارةُ المسلمينَ إذا ما اتقَوْا وآمَنوا، والزَّبَدُ يَذهبُ جُفاءً، ويَمكثُ في الأرضِ ما يَنفعُ الناسَ. نفعني اللهُ وإياكم بهَدْيِ كتابهِ.


(١) سير أعلام النبلاء ١٨/ ٤١٥، ٤١٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>