للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إنَّ على المسلمينَ أنْ يُدرِكوا حقيقةَ الهجمةِ وأهدافَ اللعبةِ، فالقومُ يتعاملونَ معَ المسلمينَ منْ منطلقاتٍ دينيةٍ، لا يقال هذا رَجْمًا بالغيبِ، ولا يُرمى بالكلامِ على عَواهنِهِ، بلْ تؤيِّدُه تصريحاتُ القومِ وتصرفاتُهمْ، ولوْ تجاوزْنا تصريحاتِ الساسةِ بالحربِ الصليبيةِ، وتجاوزْنا الهجومَ المسيسَ على الإسلامِ ورسولِ الإسلامِ ومبادئِ القرآنِ- ممّا طغى به إعلامُ القومِ- فثمَّةَ كتابانِ يحتفي الغربُ بهما، ويُمثِّلانِ المَعْلَمَ البارزَ لاعتقادِ أمريكا بأنها مسئولةٌ دينيًا عنْ نشْرِ قِيَمِ النصرانية، والكتابانِ هما:

١ - «صراعُ الحضارات» لـ: (صومائيل هانتغنتون).

٢ - وكتابُ «نهايةُ التاريخ» لـ: (فرانسيس فوكاياما) .. ويمثّلُ الكتابُ الأخيرُ خلفيةً دينيةً عَقَديةً تؤمنُ بأنَّ الحضارةَ الغربيةَ بمثالِها الأمريكيِّ الحضارةُ التي يرتضيها الربُّ لنهايةِ العالمِ (١).

بلْ يؤمِنُ الغربُ- وفي مقدّمتهِ أمريكا- أنه الوصيُّ في تحقيقِ الشروطِ اللَّاهوتيَّةِ لنزولِ المخلِّص- في نَظَرِهمْ-، وهذهِ النظرةُ تبدأُ بحمايةِ أمنِ إسرائيلَ ومعاقبةِ مَنْ يُهدِّدُها .. وتنتهي هذهِ النظرةُ الدينيةُ المتطرِّفةُ- في نظرِ القومِ- بمعركةِ (هرمجدونَ) التي تضمنُ نهايةَ العالمِ بانتصارِ المؤمنينَ وإبادةِ الكافرينَ، ويمثِّلُ احتلالُ العراقِ- حسبَ نبوءاتِهمْ- أولَ مبشِّراتِ هذهِ المعركةِ الإنجلويهودية.

فهلْ يا ترى يتعاملُ المسلمونَ مَعَ خصمِهمْ بناءً على نظرتهمْ وعقيدتِهمْ. أمْ ترى العدوُّ ينجحُ في التضليلِ والخداعِ سائرًا في مخطَّطِهِ مُستهترًا بمَنْ حولَه؟

تُرى متى يُفيقُ المسلمونَ فيواجهونَ الحربَ بحربٍ مثلها، يقابلون العقيدةَ


(١) سليمان الربعي، أحداث العراق .. الرياض ١٧/ ٢/ ١٤٢٤ هـ.

<<  <  ج: ص:  >  >>