تُجعَلَ البيوتُ مقابرَ، فإنَّ البيوتَ تُحيا بصلاةِ النوافلِ، وهيَ في البيتِ أفضلُ بشكلٍ عامٍّ- ولا سيما سنةَ المغربِ- قالَ ابنُ القيمِ رحمَهُ اللهُ: وكان صلى الله عليه وسلم يُصلي عامةَ السُّننِ والتطوِّعِ الذي لا سببَ لَهُ في بيتِهِ، لا سّيما سُنةَ المغربِ، فإنَّهُ لمْ يُنقلْ عنْهُ أنّهُ فعلَها في المسجدِ البتةَ (١).
أيّها المسلمونَ:
وخلاصةُ القولِ: إنَّنا نستطيعُ بالصلاةِ المشروعةِ أنْ نُطهِّرَ أنفسَنا منْ الفواحشِ والمنكراتِ، وأن نتخفَّفَ بالصلاةِ منْ أوزارٍ طالَما أثقلَتْنا عنِ الانطلاقِ الخيِّر في الحياةِ، نستطيعُ بالصلاةِ المُقامةِ أنْ ننجَحَ في معركةِ الشهواتِ والشبهاتِ، وأنْ نُغالِبَ الشيطانَ في وساوسِهِ ونَزَغاتِهِ، وحينَ ننتصرُ على نزواتنا وأهوائنا والشيطانِ، يصبحُ الطريقُ مفتوحًا للنصرِ على أعدائنا .. أجَلْ، إننا نقفُ في الصلاةِ بينَ يَدَيِ اللهِ متضرِّعينَ سائلينَ، واللهُ قريبٌ مجيبُ الدعاءِ، وفي الصلاةِ فرصةٌ كُبْرى للدعاءِ، وأقربُ ما يكونُ العبدُ لربِّه وهو ساجدٌ فهل نُلحُّ على اللهِ- في صلاتِنا- بإصلاحِ أحوالِنا والتمكينِ في الأرضِ .. وبينَ الصلاةِ والتمكينِ صِلةٌ وثْقى، فاللهُ يقولُ:{الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ}.
ألا أيها المتكاسلُ عنِ الصلاةِ بادِرْ قبلَ أنْ يُكْشَفَ عن ساقٍ ويُدْعَوْنَ إلى السجودِ فلا يستطيعونَ.
ألا أيُّها المقصِّرُ في الصلاةِ مع الجماعةِ تدارَكْ نفسَكَ، فَيَدُ اللهِ معَ الجماعةِ وإنَّما يأكلُ الذئبُ من الغنمِ القاصيةَ.