للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ} (١).

وآلُ داودَ قالَ اللهُ عنهم: {اعْمَلُوا آلَ دَاوُدَ شُكْرًا وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ} (٢).

وموسى عليهِ السلامُ صامَ عاشوراءَ شكرًا للهِ على نُصرةِ المؤمنينَ وهلاكِ الطغاةِ والمستكبرين.

إخوةَ الإسلام: وحينَ يكونُ الحديثُ عنِ الشُّكر في الأيامِ التي وقعَ فيها ما يوجبُ الشُّكرَ- وهو عاشوراء- فلا غَرْوَ أنْ نشيرَ كذلكَ إلى معانٍ أخرى من المعاني العظيمةِ لهذا اليومِ العظيمِ (عاشوراء).

فمَنْ يستنطقْ شهادةَ هذا اليومِ يجدْهُ يُحِّدثُ أنَّ العاقبةَ للتقوى، وأنَّ النصرَ لأولياءِ اللهِ مهما أُوذوا واستضُعفوا، وأنهُ تعالى بقُدْرتهِ يَمُنُّ على الذين استُضعفوا في الأرضِ ويجعلُهمْ أئمةً ويجعلهمُ الوارثين، ويُمكِّن لهمْ في الأرضِ وإنْ كانوا مُشرَّدينّ مطاردين.

أما الكافرُ فهوَ وإن غرَّتَهُ قوتُه، وانخدعَ بمهلةِ الزمان، واستدراجِ الرحمنِ فعاقبتُهُ إلى بَوار، وفي نهايتهِ عبرةٌ لأولي الألباب.

وفي مشهدِ عاشوراءَ عجزَ الذي قال: {أَنَا رَبُّكُمُ الأَعْلَى} (٣) أنْ يعلوَ على الماءِ الذي تعلوهُ أضعفُ الكائناتِ الحيّة، فأغرقَهُ اللهُ، ثمَّ أخرجَهُ ليكونَ لمنْ خَلْفَهُ آيةً. ونسأُلهُ تعالى كما أهلكَ الفراعنةَ الماضينَ أنْ يُهلكَ الفراعنةَ المعاصرين، أولئكَ الذين طَغَوْا وتجبَّروا، وقالَ لسانُ حالِهمْ ومقالِهم {مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً} (٤).


(١) سورة النمل، الآية: ١٩.
(٢) سورة سبأ، الآية: ١٣.
(٣) سورة النازعات، الآية: ٢٤.
(٤) سورة فصلت، الآية: ١٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>