للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إنها نفوس الكبار .. تُرَّوض على العدل والبر والإحسان وإذا وقعت في الخطيئة عادت تلوم وتستغفر وتحاسب؟

إنها الكياسة التي أخبر عنها المصطفى صلى الله عليه وسلم بقوله: ((الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت والعاجز من اتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني)) (١).

قال الترمذي معنى (من دان نفسه) أي حاسبها في الدنيا قبل أن تحاسب يوم القيامة.

أيها المسلمون الأمر في المحاسبة النفس غاية في الأهمية، ولئن كان شاقًا اليوم فعاقبته الخير والفلاح غدًا.

ورحم الله القائل: اقرعوا هذه الأنفس فإنها طلعة وإنها تنازع إلى شر غاية، وإنكم إن تقاربوها لم تبق لكم من أعمالكم شيئًا، فتصبَّروا وتشددوا، فإنما هي أيام تعدُّ، وإنما أنتم ركب وقوف يوشك أن يدعى أحدكم فيجيب ولا يلتفت فانقلبوا بصالح ما بحضرتكم)) (٢).

عباد الله إننا نخطئ بالليل والنهار .. أفلا نتوب ونستغفر ومن يستغفر الله يجد الله غفورًا رحيمًا.

تصور يا عبد الله لو أن كل ذنب عصيت الله به رمي في بيتك في مقابله حجرًا؟ ألا يمتلئ البيت بالحجارة؟ .. ألا تضيق عليك هذه الحجارة المسالك؟ ألا تخرب بيتك؟ فهل تتصور أن الله غافل عما تعمل، كيف والملكان الموكلان بك يحفظان ويكتبان {ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد}. {احصاه الله ونسوه}


(١) رواه الترمذي وحسَّنه وصحَّحه الحاكم والذهبي/ المستدرك ٤/ ٢١٠.
(٢) (الحلية ٢/ ١٤٤ عن الحسن)

<<  <  ج: ص:  >  >>