للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يا أخا الإسلام إذًا أنت مدعو لأن تبصر طريقك وتثبت أقدامك على الحق في هذه الحياة، حتى تثبت على الصراط في الآخرة ولا شك أن دون هذا مجاهدة للنفس وصبرًا على الحق. وترويضًا على سلوك الصراط المستقيم حين تنازعك نفسك، وحين ترى من حولك وعن يمينك وشمالك أقدامًا تزل .. وقلوبًا تفتن، ومغريات تصد .. وشياطين للإنس والجن، يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورًا.

ولا يغب عن بالك - يا أخا الإسلام - أن أصل الاستقامة استقامة القلب على التوحيد، ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب .. فأصلح قلبك تصلح جوارحك وتطيب أعمالك ..

إن الاستقامة - كما يقول صاحب البصائر (١) - كلمة آخذة بمجامع الدين، وهي القيام بين يدي الله تعالى على حقيقة الصدق والوفاء بالعهد، وهي تتعلق بالأقوال والأفعال والنيات، والاستقامة فيها وقوعها لله وبالله وعلى أمر الله تبارك وتعالى.

والاستقامة كما قال عمر رضي الله عنه: «أن تستقيم على الأمر والنهي، ولا تروغ روغان الثعالب» (٢).

هي إخلاص لله في العبادة، ومجاهدة للنفس على الطاعة وهي فضل من الله وكرامة، كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية «أعظم الكرامة لزوم الاستقامة» (٣).

ألا فأبشروا يا أهل الاستقامة فسيدخلكم الله في رحمة منه وفضل ويهديكم


(١) (٤/ ٣١٢)
(٢) (مدارج السالكين ٢/ ١٠٩).
(٣) (المدارج ٢/ ١١٠) عن نضرة النعيم ٢/ ٣١٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>