للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عثرته ما لم تكن حدًا، كما قال صلى الله عليه وسلم: «أقيلوا ذوي الهيئات عثراتهم إلا الحدود» (١).

وفي الحديث الآخر الصحيح: «من أقال عثرة أقاله الله يوم القيامة» (٢).

قال ابن القيم وإقالة ذوي الهيئات: باب من أبواب محاسن الشريعة الكاملة وسياستها للعالم، وانتظامها لمصالح العباد في المعاش والمعاد (٣).

إننا في سبيل جمع الكلمة ووحدة الصف لا ينبغي أن نفرح بالعثرة يعثرها أحد إخواننا المسلمين، بل نتألم لذلك ونسارع بنصحه وإقالة عثرته.

٦ - ولا بد في سبيل جمع الكلمة من ضبط النفس عند حدوث الخلاف فالشيطان حريص على الوقيعة والفرقة بين المسلمين، والشديد ليس بالصرعة إنما الذي يملك نفسه عند الغضب، ولتضيق هوة الخلاف ندب الإسلام المتهاجرين إلى الإسراع بالسلام وخيرهما الذي يبدأ صاحبته بالسلام .. إلا فعظموا ما عظم الله وكونوا عباد الله إخوانًا .. ليسأل كل منا نفسه هل هو عنصر بناء ووسيلة لجمع الكلمة أم هو بضد ذلك، ولا ينبغي أن ننعى حال الأمة ونحن المقصورون نتلمس الداء.


(١) أخرجه أحمد وأبو داود بسند صحيح (٢٥٤٧٤)، (٤/ ١٣٣).
(٢) رواه أحمد وأبو داود (٣/ ٢٧٤) وابن ماجه (٢/ ٧٤١).
(٣) (بدائع الفوائد ٣/ ١٣٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>