سمعوا عن محمد صلى الله عليه وسلم ودعوته، وعادت هذه القضية مثارًا للحديث في محالهم ومع أقوامهم، فعرف محمدًا والإسلام من لم يكن يعرفه من قبل.
وإذا أراد الله نشر فضيلة طويت ... أتاح لها لسان حسود
وأدركت قريش أو لم تدرك أنها صنعت للنبي والإسلام دعاية مجانية ..
واليوم يشكل حمق الأوربيين ومن وراءهم دعاية مجانية لمحمد صلى الله عليه وسلم ورسالته، فيعرف محمدًا من لم يكن يعرفه من قبل، ويتساءل مجموعات كبرى من البشر عن دين محمد ما هو؟ وعسى أن تكرهوا شيئًا ويجعل الله فيه خيرًا كثيرًا.
وثمة معلم آخر في سيرة محمد صلى الله عليه وسلم .. وتعداد وتوعية الساخرين به، فلم يكونوا أفرادًا فقط بل جماعات، ولم يقتصر الأمر على مكة بل شمل المدينة .. بل تجاوز العرب إلى العجم، ويمكن القول أن كفار مكة والمنافقين في المدينة وشياطينهم اليهود وكسرى دولة فارس .. كل هؤلاء حلقات في سلسلة العدوان والسخرية.
إنها جماعات وأفراد، وديانات ومنظمات سرية، ودول كبرى ومع ذلك يشهد التاريخ أن هؤلاء وأولئك تحطموا وفشلوا، وتمزق ملكهم والنصارى الذين أسلم أحدهم في زمن النبوة ثم عاد وتنصر وافترى على النبي صلى الله عليه وسلم بقوله:«ما يدري محمدًا إلا ما كتبت له».
فأماته الله وجعله عبرة للمعتدين حيث لفظه القبر مرارًا ثم ترك منبوذًا (١).
قال شيخ الإسلام معلقًا على هذه الحادثة: فهذا الملعون الذي افترى على النبي صلى الله عليه وسلم .. قصمه الله وفضحه بأن أخرجه من القبر بعد أن دفن مرارًا .. وأن الله منتقم لرسوله صلى الله عليه وسلم ممن طعن عليه وسبه، وتظهر لدينه ولكذب الكاذب.
(١) (رواه البخاري في علامات النبوة في الإسلام، ومسلم في صفات المنافقين وأحكامهم).