للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رسول الله صلى الله عليه وسلم أبي، وعثمان، وزيد، وتميم الداري (١) وبالإسناد الصحيح أيضًا أن تميمًا كان يختم القرآن في سبعٍ (٢). بل روي أنه يختم القرآن في ركعة (٣).

وصح أنه قام ليلة حتى أصبح أو كاد يقرأ آية ويرددها ويبكي {أمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أّن نَّجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ} [الجاثية: ٢١] (٤).

كان الناس يسألون تميمًا عن عبادته .. ولاسيما عن حزبه من القرآن وقيامه في الليل، فيرشدهم إلى الاعتدال والمداومة والاستقامة على قدر الطاقة .. ويحذر من الحماس والانقطاع والانبتات .. ودونكم هذه المحاورة بينه وبين رجل آتاه فقال: كم جزؤك، قال له تميم: لعلك من الذين يقرأ أحدهم القرآن، ثم يصبح فيقول: قد قرأت القرآن في هذه الليلة، فوالذي نفسي بيده لأن أصلي ثلاث ركعات نافلة أحب إلي من أن أقرأ القرآن في ليلة، ثم أصبح فأخبر به، قال الرجل (السائل): فلما أغضبني قلت: والله إنكم معاشر صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم من بقي منكم لجدير أن تسكتوا، فلا تعلموا وأن تعنفوا من سألكم، فلما رآني قد غضبت، لان، وقال: ألا أحدثك يا ابن أخي؟ أرأيت إن كنت أنا مؤمنًا قويًا وأنت مؤمن ضعيف، فتحمل قوتي على ضعفك فلا تستطيع فتنبت، أو أرأيت إن كنت أنت مؤمنًا قويًا، وأنا مؤمن ضعيف حين أحمل قوتك على ضعفي فلا أستطيع فأنبت ولكن خذ من نفسك لدينك ومن دينك لنفسك حتى يستقيم لك الأمر على عبادة تطيقها (٥).

تميم الداري رضي الله عنه معدود في علماء أهل الكتاب حتى قال قتادة: {ومن عنده


(١) (الطبقات ٢/ ٣٥٥، السير ٢/ ٤٤٥).
(٢) (السير ٢/ ٤٤٥).
(٣) (السابق ٢/ ٤٤٥).
(٤) (رجاله ثقات كما أخرجه الطبراني، انظر السير ٢/ ٤٤٥).
(٥) (السير ٢/ ٤٤٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>