للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

العلماء الذي نعني هم «فقهاء الإسلام، ومن دارت الفتيا على أقوالهم بين الأنام، الذين اختصوا باستنباط الأحكام، وعُنوا بضبط قواعد الحلال من الحرام» كما قال ابن القيم رحمه الله (١).

بل هم كما قال الطبري رحمه الله: هم الذين جعل الله عز وجل عماد الناس عليهم في الفقه والعلم وأمور الدين والدنيا (٢).

هؤلاء العلماء لا يخلو زمان منهم، قائمون بأمر الله، يهدون الخلق إلى الله، هم الذين لا يضرهم من خذلهم أو خالفهم حتى يأتي أمر الله وهم ظاهرون على الناس.

إنهم سرج تضيء، مصابيح الدجى، نافذون إلى القلوب بإذن الله، يبصرون عن العمى، ويهدون من الضلالة، ويمسكون بحجز الناس عن السقوط في النار، كل ذلك بصدقهم ونصحهم وتوفيق الله لهم، هم أطناب الأرض، وهم المراجع حين الفتن وزلة القدم، وحين تخلوا الأرض منهم أو يهون من شأنهم تسود الفوضى ويفتي الجهلة، ويتصدر السفهاء.

هذه النوعية من العلماء يذكرون أحياء وأمواتًا، وتبقى آثارهم وإن غابت شخوصهم كما قال علي رضي الله عنه: العلماء باقون ما بقي الدهر، أعيانهم مفقودة، وآثارهم في القلوب موجودة (٣).

ويأبى الله إلا أن يذكر العالم الصادق وينتشر خبره في الأنام كما قال شيخ


(١) (إعلام الموقعين لابن القيم ١/ ٧).
(٢) (جامع البيان ٣/ ٣٢٧، عن قواعد في التعامل مع العلماء، اللويحق ١٩).
(٣) (جامع بيان العلم وفضله لابن عبد البر ١/ ٦٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>