جعلت له الأرض مسجدًا وطهورًا)، ألا فاعتبروا يا أولي الأبصار.
ويوم السبت كان موعدًا آخر لأطفال غزة وهم يدرسون على أنقاض مدارسهم، يتجمعون في العراء ويكتبون على التراب .. وهم يسجلون تحديًا آخر لليهود .. بل ويحفرون في قلوبهم الكره والمقاومة .. فقوم هدموا مساجدهم ومدارسهم لا يستحقون إلا الجهاد والعدوان.
أما بعد ..
فرق اليهود للتهدئة - فما ندري كيف حال إخواننا في هذه الجمعة، واليهود قوم بهت، وجبن لم يفوا بالعهود في زمن النبوة فأنى لهم أن يفوا بها في أزمان غيرهم.
آه كم يشهد التاريخ - في الماضي والحاضر - على وحشية الإنسان، وهمجية الحضارات التي لا تتصل بالسماء، ومن همجية التتر - في قرون خلت - إلى همجية المفسدين الجدد (قتلة الأنبياء) أي حضارة تلك التي تعتدي على أماكن العبادة ودور العلم، ومشافي المرضى لتحيلها إلى أشباح؟ وأي قوم جبارين أولئك الذين يتجاوزون المآذن، ويصلون على الأنقاض، ويتعلمون في العراء ويسكنون المخيمات .. فأي الفريقين أحق بالأمن؟ وأي الحضارتين أولى بالبقاء؟
إنها جرائم بحق العلم والإيمان بل وبحق الإنسان، فإحدى وعشرون ألف منزل هدمت جريمة لا تغتفر .. لكنها جزء من تاريخ اليهود، ومعبرة عن حضارتهم .. ومن خلف الستار مجرمون، آخرون تعرف منهم وتنكر - ولكن الله يعلمهم وسيجازيهم ويمكر بهم.
إخوة الإسلام - ويمكن أن تحول الخسائر إلى مكاسب، كما تتحول المحن - بإذن الله - إلى منح، والآلام إلى آمال .. لكن بصدق العزائم والثبات على