إخوة الإسلام هذه التصريحات الجلية بالعداوة من جانب، وبالتخوف من الإسلام القادم من جانب آخر إذا انضم إليها الواقع المشهود بتآمر الغرب ووحشيته وتآمره على الإسلام والمسلمين في أرض البوسنة والهرسك مثلاً باتت سهامًا موجعةً وضربةً قاصمةً للعلمانيين في ديار المسلمين أولئك الذين ما فتأوا ينافحون عن الغرب ومؤسساته ويوهمون أمتهم أن الدول المتحضرة لم تعد تقيم للدين وزنًا قي سياستها وبرامج تخطيطها، وينبغي- حسب نظرتهم الهزيلة- أن يبقى الدين علاقة شخصية بين الفرد وخالقه، لا علاقة له بتنظيم أمور الحياة السياسية والعسكرية والاقتصادية والإعلامية وسواها.
أجل لقد واتت الفرصة لكل مخدوع بشعار العلمنة والتغريب أن يكشف القناع عن عينيه، وأن يسمح لأذنيه بسماع ما لم يكن يسمح به من قبل، وستتكشف له الحقائق دون غموض، وهذه راعية العلمنة ومصدرة أفكارها تؤوب إلى ديانتها وإن كانت محرفةً، وتتخذ من الدين والمعتقد منطلقًا أساسيًا لسياستها، وتُبقي العلمنة شعارًا أجوف تخدع به المساكين، وتصدره بضاعةً مزجاة لمن لا زال في قلبه مرضٌ من أبناء المسلمين، وإذا سقطت العلمانيةُ وأفلس العلمانيون في ديار الغرب، فلا تسأل عن مصيرها في ديار المسلمين، وربك يحكم ما يشاء ويختار، فبالأمس سقطت الشيوعية الشرقية وأذنابها داخل يحميها، واليوم تتهاوى العلمانية الغربية ومؤسساتها وغدًا وبعد غدٍ ستتهاوى بإذن الله كل نحلة ضالة، وسينفضح كل نظام مزورٍ مهما خدع الأبصاَر برهةً من الزمن.
ويبقى دين الإسلام دين الله في الأرض منسجمًا مع نظام الكون كلِّه، ويبقى المسلمون يسبحون بحمد ربهم، ويشاركون غيرهم من مخلوقات الله تسبيحهم. ووعد الله حق، ولكن الله لا تغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم، وأنصتوا