للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بعضهم تألم مرة منه وكذلك فليكن الملك، وإن كان غيره من الصحابة خيرًا منه وأفضل وأصلح، فهذا الرجل ساد، وساس العالم بكمال عقله، وفرط حلمه وسعة نفسه وقوة دهائه ورأيه، وله هنات وأمور، والله الموعد (١).

بل قرر شيخ الإسلام ابن تيمية: أنه أفضل ملوك هذه الأمة وقال: اتفق العلماء على أن معاوية أفضل ملوك هذه الأمة، فإن الأربعة قبله كانوا خلفاء نبوة، وهو أول الملوك، كان ملكه ملكًا ورحمة- كما جاء الحديث: «يكون الملك نبوة ورحمة، ثم تكون خلافة ورحمة، ثم يكون ملك ورحمة .. » وكان في ملكه من الرحمة والحلم ونفع المسلمين ما يعلم أنه كان خيرًا من ملك غيره (٢).

وأثنى الحافظ بن كثير على معاوية بقوله: انعقدت الكلمة على معاوية، وأجمعت الرعايا على بيعته في سنة إحدى وأربعين، فلم يزل بالأمر مستقلًا إلى سنة وفاته، والجهاد في بلاد العدو قائم، وكلمة الله عالية، والغنائم ترد إليه من أطراف الأرض، والمسلمون معه في راحة وعدل وصفح وعفو (٣).

على أن معاوية رضي الله عنه كان محل ثناء ورضى عند جمهور الصحابة:

أ- فابن عباس رضي الله عنهما- كما في صحيح البخاري- يشهد له بفضل الصحبة ويقول لمولاه «دعه فإنه صحب رسول الله صلى الله عليه وسلم» (ح ٣٧٦٤) ثم يشهد له بالفقه في الدين فقد قيل لابن عباس: هل لك في أمير المؤمنين معاوية فإنه ما أوتر إلا بواحدة قال: إنه فقيه (٤).


(١) (السير ٣/ ١٣٢، ١٣٣).
(٢) (الفتاوى ٤/ ٤٧٨).
(٣) (البداية والنهاية ٨/ ١٢٩).
(٤) (صحيح البخاري ح ٣٧٦٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>