للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقبله قال القرطبي عند قوله تعالى: {يَعِظُكُمُ اللَّهُ أَن تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَدًا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ} (النور: ١٧). (فكل من سبها بما برأه الله منه مكذب لله، ومن كذب الله فهو كافر) (١).

كما نقل شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله- في الصارم المسلول على شاتم الرسول- عن القاضي أبي يعلى رحمهما الله قوله: من قذف عائشة بما برأها الله منه كفر بلا خلاف (صـ ٥٧١) عن ما يجب أن يعرفه المسلم عن عقيدة الروافض (٢).

إخوة الإيمان لن يضير أم المؤمنين إرجاف المرجفين وقد تولى الله بنفسه الدفاع عنها وتبرئتها بل كلما زاد الإرجاف والبلبلة والتهم الباطلة زاد معه الحب لعائشة، وعلم الناس من فضائلها ومقامها ما جهلوا .. ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين ولكن المنافقين لا يفقهون، إنها لا تحتاج إلى دفاع أحد بعد دفاع الله عنها، ولن يضرها شماتة المرجفين وبغض الحاقدين وقد أحبها خيرة خلق الله أجمعين.

ولكن السؤال المهم: ماذا وراء الإرجاف والبلبلة في صديقة الأمة؟ ولئن استهدفت عائشة رضي الله عنها ظاهرًا فوراء الأكمة ما وراءها، والمشروع المتآمر بتجاوز عائشة إلى استهداف رموز الإسلام وحملة القرآن والسنة (والخيران) أبو بكر وعمر رضي الله عنهما وغيرهم ليسوا بمعزل عن تهم من الأخلاق لهم، وإنه لمن العيب والعار أن تنسب مصنفات لأهل الإسلام جاء فيها كما يقول المجلس: «ومما عد من ضروريات دين الإمامية استحلال المتعة، وحج التمتع، والبراءة من


(١) (تفسير القرطبي ١٢/ ٢٠٦).
(٢) أحمد الحمدان/ ٨٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>