للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأوامر الملكية الواقع والمأمول (١)

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره.

كانت الجمعة الماضية ١٣/ ٤/ ١٤٣٢ هـ موعدًا للوفاء، وفرصًا للعطاء، ومزيدًا من التلاحم بين الراعي والرعية، وكانت هذه الجمعة- بحق- مضيئة كإضاءة القمر في آخر أيام البيض التي وافقت إعلان هذه الأوامر الملكية والأعطيات السخية، ومهما اختلفت وجهات النظر في تقييمها، أو اختلف الناس في النظر إليها .. فلا يمكن بحال لمنصف أن ينكر جملة من المعاني والمعالم البارزة في هذه الأوامر الملكية ولعل أبرزها ما يلي:

١ - أنها سبقت بكلمة معبرة من خادم الحرمين الشريفين صُفع فيها الباطل بالحق والخيانة بالولاء، وحيثما كان الخطاب موجهًا لعموم شعب المملكة، فقد خصص العلماء بالخطاب أولًا، وهم في نظر الوالي أوفى من وقف، وأحق من يكرم، وأخص من يذكر ويشكر، وكأن في هذه الاستهلالة إشارة إلى آيتين في كتاب الله أولاهما قوله تعالى: {بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ}، والأخرى قوله تعالى: {يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ}.

٢ - والتأكيد على مكانة العلماء في المملكة ليس غريبًا ولا جديدًا، فالدولة السعودية الأولى تأسست على يد رجلين هما: الإمام محمد بن سعود، والإمام محمد بن عبد الوهاب- رحمهما الله- واستمر للعلماء مكانتهم، وتواصوا


(١) ألقيت هذه الخطبة في ٢٠/ ٤/ ١٤٣٢ هـ.

<<  <  ج: ص:  >  >>