صلاحيتها .. أو الشغب عليها بشكل أو بآخر .. فجاءت الأوامر صفعة للباطل بالحق، وترسيخًا للخير، وتزكية للخيرين، وتأكيدًا على خصوصية بلاد الحرمين والتي طالما حاول البعض تغيبها أو إنكارها.
٥ - وحيث شملت الأوامر الملكية العناية ببيوت الله بتخصيص خمسمائة مليون لترميمها في كافة أنحاء المملكة، فلا شك أن العناية بالمساجد يعني العناية بدور المسجد ورسالته في المجتمع، والعناية بأئمة المساجد تأهيلًا وتدريبًا، والعناية بالمصلين دعوة وتعليمًا.
٦ - أما كتاب الله فهو المهيمن على الكتب السماوية كلها، وهو النور والشفاء، والذكر والبصائر. ولا غرابة أن تعني الدولة -وفقها الله- به تعلمًا وتعليمًا، وطباعة وحلقًا .. فهو الدستور الأعظم الذي تستمد منه نظامها .. وهو مع سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم هو الفيصل والحكم في أنظمتها وأحكامها.
٧ - ولم تهمل الأوامر الملكية دنيا الناس ومعاشهم، وتحسين ظروفهم الاقتصادية حيث شملت العاطلين عن العمل، ووفرت السكن، وحمت المستهلك من الجشع، ورفعت الحد الأدنى لرواتب السعوديين لا تقل عن ثلاثة آلاف ريال، ورفعت قرض صندوق التنمية العقارية إلى خمسمائة ألف، ثم أكملت فرحة موظفي الدولة بمنحهم مرتب شهرين، وتجاوزت إلى طلاب وطالبات التعليم العالي الحكومي، وهذه الأعطيات يقدرها الإسلام وتعني بها الحضارة الإسلامية، فديوان العطاء مفرق في تاريخه الإسلامي.
٨ - وجاء الأمر بمحاربة الفساد ومتابعة المفسدين معلمًا بارزًا في هذه الأوامر الملكية لا يستثنى أحد (كائنًا من كان) ولا يسمح بأي لون من الفساد (المالي والإداري) ولا مكان للمحسوبية والرشاوي، أو استغلال النفوذ، أو التستر ولعل من نافلة القول أن يشمل هذا الأمر الملكي الداعي لمحاربة